نشرت صحيفة "الواشنطن بوست" مقالا تحت عنوان "النجاح في أفغانستان يستحق التكاليف" للكاتب مايكل أوهنلون خصصه للحديث عن "تحول النقاش داخل الولايات المتحدة إلى الإنفاق الحكومي وأن الميزانية العسكرية هي أحد المكونات المهمة لخطط تقليل العجز، إلا أن البعض توسع ليتطرق إلى الحرب الأفغانية عالية التكاليف والتي ستؤثر على قرار الرئيس الاميركي باراك أوباما ببدء سحب القوات الشهر القادم، وهو ما دعمه الاستراتيجيون الذين يرون أن الإنفاق المتزايد في أفغانستان يحول ضد الإنفاق السليم في المناطق الأخرى".
ورأى الكاتب أن "هذه النظرة غير سليمة للحرب الأفغانية بعد أن وصل إجمالي النفقات إلى نصف تريليون دولار"، لافتاً الى أن "خسارة الحرب ستمنح للقاعدة أكبر ملاذ، علاوة على الجماعات الأخرى كطالبان الباكستانية وعسكر طيبة، كما أن الولايات المتحدة حاولت منذ 2002 إلى 2005 خوض الحرب مع تقليل التكاليف، إلا أن ذلك نجم عنه عودة التمرد المسلح".
وأعلن الكاتب أن "مسار الحرب صعب حيث تركز التقارير على العمليات الانتحارية والفساد الحكومي، إلا أن ثمة أدلة على أن نجاح الاستراتيجية العسكرية وانسحاب القوات الصيف الحالي ليس ضمن المخطط"، لافتاً الى أن "المخطط ينص على تأمين المناطق الآمنة جنوب أفغانستان مع الدفاع ضد الهجمات المضادة لطالبان التي تشهد هجمات للناتو والحكومة الأفغانية، كما أن حملة الاغتيالات والتفجيرات من المتوقع أن تفرض تهديدًا كبيرًا؛ ففي 2012، سيتم تحويل المسؤولية إلى الجيش والشرطة الأفغانية، في حين تشهد 2013 و2014 تسريعًا لعملية انسحاب القوات الأجنبية بعد وصول قوات الأمن المحلية إلى كفاءة عالية وإضعاف التمرد بصورة كبيرة".
وأشار الكاتب إلى أن "هذه الاستراتيجية لها بعض العيوب، لاسيما على المستوى السياسي"، لافتاً الى أن الولايات المتحدة تفتقد لأي مخطط لدعم التنمية السياسية الأفغانية مع تقدم البلاد نحو الانتخابات الرئاسية عام 2014 إلا أن الجهود العسكرية تحرز تقدمًا ملحوظًا بدليل إيمان معظم الأفغان بأمان الطرق وذهاب الموظفين لأعمالهم عبرها، علاوة على افتتاح عدد كبير من المدارس المتزامن مع انخفاض إنتاج الأفيون في الأعوام الثلاثة الماضية".
وأوضح الكاتب أن "تكاليف الحرب بالفعل ليست بالقليلة؛ حيث تبلغ النفقات خلال الصيف الجاري نحو 444 مليار دولار منذ 2001، منها 25 مليارًا لقوات الأمن الأفغانية و25 مليارًا أخرى لجهود التنمية الاقتصادية، كما أن الاستراتيجية الحالية تتضمن عامًا آخر تصل تكلفته إلى 100 مليار دولار"، لافتاً الى أنه " من المتوقع أن تنخفض التكاليف إلى 75 مليارًا في عام 2013 وتصبح 50 مليارًا عام 2014 مع استعداد القوات الأميركية لتسليم مهامها إلى قوات الأمن المحلية"، مشيراً الى أنه "يجب التركيز على الشعب والموارد لتوفير إنفاقها في مساعٍ فاشلة حال كان الفشل مصير الحرب، غير أن صناع القرار والاستراتيجيين يرون أن الحرب تسير في مسار ناجح للحصول على نتيجة مقبولة تتمثل في منع البلاد من العودة مرة أخرى لتصبح واحدة من أخطر المعاقل الإرهابية".