اشتكى
الملك الأردني عبد الله الثاني، وفق صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، من
الطريقة التي تعاملت بها الولايات المتحدة مع الرئيس المصري حسني مبارك
عندما طالبه شعبه بالتنحي عن السلطة.
وأشارت الصحيفة، أمس، إلى أن الملك أعرب عن القلق من هذه الطريقة، في
حوار أجراه مع قادة منظمات يهودية التقاهم خلال زيارته إلى واشنطن مؤخرا.
وانتقد عبد الله، في هذا اللقاء، بشدة السياسة الأميركية وادعى ان الدول
العربية المدعومة منها خائفة الآن، في أعقاب تخلي الإدارة الفظ عن الرئيس
المصري ودعوتها إلى استقالته.
وأوضحت «معاريف» أن بعض الزعماء اليهود ممن اجتمعوا مع الملك قالوا،
حسب فهمهم، انه يخشى هو أيضا من أن تأمره الإدارة الأميركية بأن يرحل، إذا
لم ينفذ إصلاحات، وهكذا ستتصرف مع دول عربية أخرى لها علاقات وثيقة مع
واشنطن، كاليمن، البحرين وغيرهما.
ونقلت عن مصدر سياسي - أمني إسرائيلي رفيع المستوى قوله انه من
الرسائل التي وصلت إليه من واشنطن يفهم أن الإدارة الأميركية غاضبة من
إسرائيل، التي برأيه تحاول منع إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، خشية صعود
محافل إسلامية متطرفة. وفي الولايات المتحدة من يعتقد أن إسرائيل تنقل
رسائل في هذا الشأن الى محافل في الأسرة الدولية. وتجدر الإشارة إلى أن
إسرائيل تصرفت على هذا النحو حين سعت إلى منع إسقاط مبارك، ودعت الأسرة
الدولية للحفاظ على مكانته، ولكن محافل سياسية رفيعة المستوى أشارت إلى أن
إسرائيل «لن تذرف دمعة» إذا ما ترك الأسد كرسيه، ولكن لا سياسة إسرائيلية
واضحة في مسألة الأسد. وحسب هذه المحافل، فإن الولايات المتحدة تعمل على
إسقاط الأسد، وعليه فإن مخاوف عبد الله مفهومة.
إلى ذلك، تظاهر آلاف الأردنيين، أمس، في مناطق مختلفة من الاردن
داعين إلى إصلاح النظام ومحاربة الفساد وإسقاط حكومة معروف البخيت. كما
تظاهر أردنيون قرب السفارة الإسرائيلية في عمان، وطالبوا بطرد البعثة
الإسرائيلية وإلغاء اتفاقية السلام.
وشارك نحو 2500 شخص في تظاهرة وسط عمان دعت اليها الحركة الإسلامية
والنقابات المهنية، انطلقت من أمام مسجد الملك عبد الله إلى ميدان جمال
عبد الناصر وسط عمان مطالبين بإصلاح النظام ومحاربة الفساد. وهتفوا «الشعب
يريد إصلاح النظام»، و«الشعب يريد وقف الاستبداد»، و«لا لا للفساد هذا
مطلب العباد». وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها «الإصلاح يبدأ بمحاربة
الفساد والمفسدين» و«يد واحدة ضد الفساد والمفسدين».
وقال المراقب العام للإخوان المسلمين في الأردن همام سعيد إن «الرسالة للملك (عبد الله الثاني)
هي المسارعة في الإصلاح ضمن الخطوات والمطالب الشعبية التي أصبحت
واضحة، وهي إصلاحات دستورية تجعل الشــعب سيد نفسه وصاحب قراره والسلطة
للشعب». وأضاف «ليس هناك جدية في الإصلاح، وها هي أشهر تمر ولم نر أي
علامات حقيقية تدل على جدية النظام والحكم في الإصلاح».
من جانبه قال، رئيس المكتب السياسي لحزب جبهة العمل الإسلامي الذراع
السياسية لـ«الإخوان» زكي بني ارشيد، خلال التظاهرة، «هذه الحكومة هي التي
تمارس الفساد والقمع ومارسته هنا على الدوار» في إشارة إلى أحداث عنف وقعت
في 25 آذار الماضي وأدت إلى مقتل شخص وإصابة 130. وأضاف أن «الإصلاح آت لا
محالة، أيها الحكام أنتم أمام خيارين، إما أن تصلحوا وإما أن ترحلوا».
وخرجت تظاهرت في الكرك والزرقاء والطفيلة تطالب بمحاربة الفساد
وإسقاط الحكومة. وهتف المشاركون في تظاهرة الطفيلة جنوبي عمان «يا بخيت
ارتاح ارتاح ما انت ناوي على الإصلاح» و«الشعب يريد إسقاط الحكومة»، و«هم
مين؟ هم مين؟ شركاء خالد شاهين» في إشارة إلى رجل أعمال أردني حكم بالسجن
ثلاثة اعوام
في قضية فساد وسمح له بالمغادرة للولايات المتحدة للعلاج لكنه
شوهد في نيسان في احد مطاعم لندن.
(«السفير»، ا ف ب، د ب ا
)