همزة وصل
اهلا وسهلا بكم في منتدى همزة وصل كما وعدناكم بالاستمرار من اجل الدفاع عن حقوقنا كمغتربين وكمواطنين بالسبل الديمقراطية والحضارية نعلن لكم منتدى همزة وصل ليكون صلة القرابة بيننا ولنكون عائلة واحدة متضامنة من اجل مجتمع سليم ...
همزة وصل
اهلا وسهلا بكم في منتدى همزة وصل كما وعدناكم بالاستمرار من اجل الدفاع عن حقوقنا كمغتربين وكمواطنين بالسبل الديمقراطية والحضارية نعلن لكم منتدى همزة وصل ليكون صلة القرابة بيننا ولنكون عائلة واحدة متضامنة من اجل مجتمع سليم ...
همزة وصل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

همزة وصل

منتدى ثقافي اجتماعي تفاعلي مستقل بذاته يجمع اللبنانيين والعرب المغتربين للحوار الراقي حول شئونهم وهو مفتوح لمناقشة جميع الاراء والافكار والمواضيع الجادة وتبادل الخبرات بدون تعصب لاي فكر سياسي ديني او طائفي
 
من نحنالرئيسيةهمزة وصلأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
nader_1975
Moderator
Moderator



عدد المساهمات : 413
مشاركة : 1047
التقيم : 7
تاريخ التسجيل : 09/05/2011
العمر : 48

بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله Empty
مُساهمةموضوع: بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله   بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله Icon_minitimeالأربعاء مايو 25, 2011 3:59 am

دلال المغربي، لن ننساها وان نسيها من رجعو الى فلسطين على دمائها .




دلال المغربي
مرت قبل شهر الذكرى الثالثه والثلاثين لاستشهاد دلال المغربي، اول استشهاديه فلسطينيه في تاريخ الكفاح الفلسطيني، تم تكريمها من قبل بلديه مدينه رامالله بتسميه احد الميادين الرئيسيه باسمها، ولان عمليتها النوعيه ما زالت عالقه باذهان قاده الكيان الصهيوني، اثارت هذه الخطوه حفيظه الاعلام الاسرائيلي الذي اعتبر في ذلك التكريم تحريض على الارهاب، الا ان صدمه الشارع الفلسطيني كانت من موقف رأس السلطه الفلسطينيه محمود عباس الذي ادان بدوره هذا التكريم وعلى القناه الثانيه للتلفزيون الاسرائيلي، فمن سخريه القدر والواقع السياسي الحالي ان ينسى رئيس السلطه الفلسطينيه واللجنه المركزيه لحركه فتح شهداء فتح و يتذكرهم العدو،
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nader_1975
Moderator
Moderator



عدد المساهمات : 413
مشاركة : 1047
التقيم : 7
تاريخ التسجيل : 09/05/2011
العمر : 48

بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله Empty
مُساهمةموضوع: رد: بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله   بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله Icon_minitimeالأربعاء مايو 25, 2011 4:02 am

ضمير المقاومة .. الأسير القومي يحيى سكاف


مال يحيى سكاف بوجهه نحو فلسطين وفي ذاكرته جنوب لبنان الذي كان مرتعاً لجنود الاحتلال، التحق بأول عملية فدائية نوعية كانت مهمتها تنفيذ عملية استشهادية بين حيفا و«تل أبيب»، باسم عملية الشهيد كمال عدوان، وهي مجموعة قادتها المناضلة دلال المغربي، وعرفت باسم «مجموعة دير ياسين».‏


تسللت المجموعة إلى داخل فلسطين المحتلة عن طريق البحر، وأوقفت سيارة ركاب كبيرة جنوب مدينة حيفا، يوم 11 آذار من العام 1978، حيث احتجزت 63 مستوطناً من الصهاينة. ثم توجهت بها نحو عمق «تل أبيب»، هناك استولت أيضاً على باص آخر جمعت فيه كل المحتجزين، بهدف الضغط على العدو الصهيوني لإطلاق الأسرى الفلسطينيين والعرب كافة من سجونه.‏
بدوره استنفر جيش الكيان الصهيوني كل قواته وأعلن حالة الطوارئ في منطقة تسمى «هرتزليا»، حيث طوقها بحوالى أكثر من 6 آلاف جندي، ودارت مع المقاومين أعنف معركة سقط خلالها حوالى 37 قتيلاً يهودياً وأكثر من 82 جريحاً. وأسفرت العملية عن سقوط 9 شهداء من أبطال العملية، وأصيب اثنان منهم بجراح، كان المناضل يحيى سكاف أحدهما.‏
هذه العملية أجبرت العدو على إطلاق أحد الجرحى فقط، محتفظاً بالأسير يحيى سكاف، مانعاً الصليب الأحمر الدولي من زيارته ونقل أخباره إلى ذويه. الأسير ما زال يقبع في سجون الاحتلال، مجسداً بكبريائه روح الوحدة الوطنية، وينتظر مع أقرانه الأسرى رجال المقاومة بأمل كبير.

يحيى محمد سكاف، اسم مناضل مقدام، آمن بقومية المعركة وان ما بين لبنان وفلسطين اكثر من الروابط المشتركة، انها وحدة حقيقية وحدة حياة ومصير، كما آمن أن القضية الفلسطينية هي قضية لبنانية في الصميم، شامية في الصميم أردنية في الصميم... كما هي فلسطينية في الصميم. لذلك كان واحداً من أحد عشر مناضلاً سطروا في نهاريا في فلسطين المحتلة اروع ملاحم البطولة فحفظتهم ذاكرة الوطن بأسمائهم وأفعالهم.

حياته
-------
هو يحيى محمد سكاف، «أبو جلال»، والدته عائشة سكاف التي أنجبته إلى الحياة في 15/12/1959 في بلدة بحنين في شمال لبنان. وضع عائلته الفقيرة جعله يترك المدرسة باكراً، لكنه لم يتسكع في الشوارع، ولم يلتحق باللامبالين، ورفض أن ينضم إلى عصابات اللصوص وقطّاع الطرق، بل كانت تطلعاته من أقصى شمال لبنان المحروم تتجه نحو أقصى جنوبه النازف، فحمل السلاح واتجه نحو العاصمة بيروت ليلتحق بصفوف المقاومة والمجاهدين، وأكمل طريقه نحو الجنوب ليرى بأم العين الاعتداءات الصهيونية على لبنان، والتعديات الجوية والبرية والبحرية على أرضه وسمائه وبحره.
المقاومة
في مطلع السبعينيات، انخرط المناضل الشاب يحيى سكاف في صفوف المقاومة الفلسطينية، ليكون واحداً من طلائع حركة التحرر العربية، التي تؤمن بقدسية الصراع مع المحتل الذي اغتصب أرض فلسطين عنوة، وهجّر أهلها، وأعلن عن مشروعه الاستيطاني والتوسعي الكبير، بعد الحروب التي خاضها مع العرب في الأعوام 1948 و1967 و1973.‏ ولأن يحيى سكاف كان يعي حجم القضية الفلسطينية وما تعنيه بمقدساتها وأرضها لكل مناضل ومقاوم، رهن نفسه لقضية تساوي وجوده.‏
نشأة سكاف وترعرعه على النضال وإيمانه بمبادئ النهضة السورية القومية الاجتماعية ورسالتها، كل ذلك دفعه إلى النضال في صفوف الحزب السوري القومي الاجتماعي منذ عام 1975، وبفعل إيمانه لبى
نداء فلسطين.

الأسر
-------
في الحادي عشر من شهر آذار عام 1978، مال يحيى سكاف بوجهه نحو فلسطين وفي ذاكرته جنوب لبنان الذي كان مرتعاً لجنود الاحتلال، التحق بأول عملية فدائية نوعية كانت مهمتها تنفيذ عملية استشهادية بين حيفا و«تل أبيب»، باسم عملية الشهيد كمال عدوان، وهي مجموعة قادتها المناضلة دلال المغربي، وعرفت باسم مجموعة «دير ياسين».‏
تسللت المجموعة إلى داخل فلسطين المحتلة عن طريق البحر، وأوقفت سيارة ركاب كبيرة جنوب مدينة حيفا، حيث احتجزت 63 مستوطناً من الصهاينة. ثم توجهت بها نحو عمق «تل أبيب»، هناك استولت أيضاً على باص آخر جمعت فيه كل المحتجزين، بهدف الضغط على العدو الصهيوني لإطلاق الأسرى الفلسطينيين والعرب كافة من سجونه.‏
بدوره استنفر جيش الكيان الصهيوني كل قواته وأعلن حالة الطوارئ في منطقة تسمى «هرتزليا»، حيث طوقها بحوالى أكثر من 6 آلاف جندي، ودارت مع المقاومين أعنف معركة سقط خلالها حوالى 37 قتيلاً يهودياً وأكثر من 82 جريحاً. وأسفرت العملية عن سقوط 9 شهداء من أبطال العملية، وأصيب اثنان منهم بجراح، كان المناضل يحيى سكاف أحدهما.‏
هذه العملية أجبرت العدو على إطلاق أحد الجرحى فقط، محتفظاً بالأسير يحيى سكاف، مانعاً الصليب الأحمر الدولي من زيارته ونقل أخباره إلى ذويه.

باراك متورط
-------------
تُظهِر إحدى الصور الفوتوغرافية التي عرضت في رام الله وتعود للعام 1978، ايهود باراك ينتزع سلاح المناضلة الفلسطينية دلال المغربي بعد استشهادها في عملية فدائية قرب حيفا، وكان باراك آنذاك برتبة رائد في جهاز الأمن «الاسرائيلي» وشوهد في ذيل الصورة التي وزعتها أسرة الأسير سكاف ولجنة أصدقائه. وتظهر الصورة أيضاً الأسير يحيى سكاف وهو مصاب على أرض المعركة، ولفتت العائلة انتباه رئاسة
الجمهورية والحكومة ومجلس النواب والمقاومة الى هذه القضية التي ظهرت بعد طول انتظار وهي دليل جديد على طمس متعمد من العدو «الاسرائيلي» لقضية أسر المناضل يحيى سكاف.

موقع بنت جبيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nader_1975
Moderator
Moderator



عدد المساهمات : 413
مشاركة : 1047
التقيم : 7
تاريخ التسجيل : 09/05/2011
العمر : 48

بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله Empty
مُساهمةموضوع: رد: بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله   بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله Icon_minitimeالأربعاء مايو 25, 2011 4:07 am

بِئس أُمّة .. رضيت بقتلك يا عماد


.

الْقائد الْكَبير عِماد مُغنيّة .. أحَد مِن أولئك الّذين سَطّروا في التّاريخ ملْحَمة الْخُلود بالْمُقاومة و الإخْلاص الّذي يَقل نَظيره حتّى بيْن الْمُجاهدين و الْمُخْلصين .. الْحاج عِماد مُغْنيّة لمْ يَكُن مُخلِصاً فَقط .. بَل كانَ مُخْلَصاً و مُخّلِّصاً و ليْس غَريباً أنْ يَكون أسْطورياًّ في حَياته لأنّه عاش حَياة الْقدّيسين و ألْف مُعاناة الْمَحْرومين .. فَقد كانَ يَحنّ إلَى أنْ يَرى أبْناء جِلده مَرفوعي الرّأس تَعْلوهم الْكرامة و الْعِزّة .. و كانَ يَعْشق أنْ يَرى الْحُرّية الّتي يَتنفّسها حُرّية نَقيّة لا تَشوبها رائحة الذّلة و الْمَسكنة ..

إذا كانَ للأمّة الْعربيّة أنْ تَفْتخر .. فيَحقّ لَها أنْ تَفْتخر بأشدّ الْمُخْلصين لَها الّذي رَحِل عَنْها .. و هُو عاشِق لَها .. و مُتيّم بِها .. و مَشغول بِهُمومِها .. عِشق و انْشغال قاداكَ يا حاج عِماد إلَى أنْ تَصْنع لَها مَجداً و نَصْراً و مَكانة سَعى أعْداء هَذه الأمّة إلى أنْ يَنالوا مِنها مِراراً .. و امْتَهنوا أنْ يَدوسوا علَى كَرامتها طَوال الْوقت .. لَقد بَرزت إلى أعْدائك يا حاج عِماد كأسدٍ و كبَطلٍ يُلاقي الْموت و يَسْتأنس بِه و يُعلّقه كَقِلادة علَى جيده .. فَصاروا يَهْربون مِن مُواجهتِك و يَخافون عقْلك و جَسدك .. بلْ صاروا يَخافون مَوْتك حتّى و إنْ فَرِحوا بِمقتَلك ..


أعْداؤك يا حاج عِماد لا يَسْتطيعون رُؤية الْحَقائق كَما هي و لا يَقْدِرون علَى فَهم مُعادلة الْمَوت و الْحَياة كَما فَهمتَها .. بَلْ لا يَفْقهون قَليلاً مِمّا أوتيتَ مِن الْفهم .. سَيكتشِفون قَريباً أنّ الأمّة الّتي رَضيت بِقتلك هي أمّة خائرة خاسِرة لأنّ الشّياطين الْكِبار سَيزولون مِن الْوُجود حَتْماً و لَنْ تَكون لَهُم الْغَلبة و الصولة ..

كانَت فِلَسطين هَدفك و أنْت تُجاهِد .. عَيْناك علَى الْقُدس و أصابِعُك علَى الزّناد في الْجَنوب .. و بَقي الأقْصى بَيْن رُموش عَيْنيك بَيْنما كُنت تَنْزف ..

تَنْهض الآن مِن تَحت الرّماد يا عِماد .. فَقد عَمدت أمّة عزّت بِدمك الطّاهر ..


حاج رضوان .. شَهادةً مُبارَكة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nader_1975
Moderator
Moderator



عدد المساهمات : 413
مشاركة : 1047
التقيم : 7
تاريخ التسجيل : 09/05/2011
العمر : 48

بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله Empty
مُساهمةموضوع: رد: بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله   بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله Icon_minitimeالأربعاء مايو 25, 2011 4:08 am

الشهيد الاستشهادي أحمد جعفر قصير
ـ مواليد عام 1963 من بلدة دير قانون النهر ـ قضاء صور.
- تربى منذ طفولته على الالتزام بالمبادئ الدينية، وتمتع بصفات وخصال نبيلة ميزته عن كثير من أترابه.
ـ هو أول استشهادي بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في حزيران من العام 1982، حيث نفذ عمليته في 11 تشرين الثاني من العام 1982.

يوم الحادي عشر من تشرين الثاني عام 1982 وعند الساعة السابعة صباحاً، كان الطقس ممطراً، ما اضطر جنود العدو الى الاختباء داخل المبنى، الأمر الذي زاد من عدد الجنود الذي أضيف اليهم مسؤول كبير في المخابرات بات ليلته في المبنى.
المبنى يتألف من ثماني طبقات ويضم مكاتب تابعة مباشرة للمخابرات الإسرائيلية، بينما خصص أحد الطوابق مقرا لوحدة المساعدة التابعة للقيادة الإسرائيلية في المنطقة، وحوّل الطابق الرابع الى مقر يبيت فيه عدد من الضباط والرتباء ممن يكلفون بمهمات محدودة، كالمخابرات واللوجستيك والارتباط.
الناطق العسكري الإسرائيلي اعترف بمقتل 74 ضابطاً وجندياً بمن فيهم الحاكم العسكري، واعتبر 27 منهم في عداد المفقودين. وأفادت محصلة أوردتها صحافة العدو الإسرائيلي بعد بضعة أيام أن هناك 141 قتيلاً وعشرة اعتبروا مفقودين.
وبعد أن أنهى جيش العدو رفع قتلاه وجرحاه والبحث عن مفقوديه في موقع العملية، أعلن مجلس وزرائه الحداد يوما واحدا في 15/11/1982، حيث أُطلقت صفارة في جميع أنحاء الكيان الصهيوني، تلتها دقيقة من الهدوء التام، فيما واصلت وسائل الإعلام قطع برامجها وبث الموسيقى الحزينة.
كثيرة هي التحليلات التي حاول العدو من خلالها ايجاد تفسير للكارثة التي حلت بجيشه، ولم يخطر ببالهم ان ذلك من فعل مقاومة جديدة تبدأ كالسيل الجارف لتقتلع احتلالهم، ودفعهم ذلك الى القول حيناً إن ما جرى "بسبب خلل في البناء"، وحيناً آخر إنه "نتيجة انفجار قارورة غاز"، أو أن الانفجار جرى بعبوات ناسفة زرعت تحت أعمدة المبنى وأدت الى انهياره كلياً.. هكذا كانت تحليلات الضباط الصهاينة ومنهم رافائيل إيتان رئيس الأركان وضابط كبير آخر.

موقع الجنوب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nader_1975
Moderator
Moderator



عدد المساهمات : 413
مشاركة : 1047
التقيم : 7
تاريخ التسجيل : 09/05/2011
العمر : 48

بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله Empty
مُساهمةموضوع: رد: بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله   بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله Icon_minitimeالأربعاء مايو 25, 2011 4:11 am

المناضل جورج حاوي..
ولد في عام 1938 في بلدة بتغرين في المتن شرق بيروت، وقد تلقى دروسه الابتدائية في مدرسة للرهبانيات الكاثوليكية.

في بداية حياته تأثر بأفكار أنطوان سعاده مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي قبل أن ينتسب ألى الحزب الشيوعي اللبناني في الأول من ديسمبر/كانون الأول 1955 حيث خاض غمار العمل السياسي والوطني.

تابع دورة داخلية على الصعيد الحزبي في لبنان, وكان من أبرز أساتذته نقولا الشاوي وحسن قريطم ويوسف فيصل وأرتين مادويان أحد مؤسسي الحزب الشيوعي.

عمل في المجال الطلابي بين 1955 و 1964 حتى أصبح عضوا في قيادة الاتحاد الطلابي عام 1957, وكذلك في قيادة اتحاد الشباب الديمقراطي.

عام 1968 انتخب عضوا في المكتب السياسي وفي اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الذي توالى على قيادة أمانته العامة ثلاث مرات عام 1979 و1987و1992 قبل أن يقدم استقالته عام 1993.

خلال الحرب اللبنانية وما بين عامي 1975 و1976 شكل إلى جانب كمال جنبلاط ومحسن إبراهيم الأمين العام لمنظمة العمل الشيوعي الثلاثي الأساسي في تركيبة المجلس السياسي للحركة الوطنية.

عام 1982 أصدر مع إبراهيم البيان الأول لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية, خاطا إياه بيده وحاملا توقيعه وذلك إبان الاجتياح الإسرائيلي.

1999 انتخب رئيسا للمجلس الوطني للحزب الشيوعي قبل أن يستقيل من منصبه عام 2000.

أطلق عام 1991 مبادرته الشهيرة للمصالحة الوطنية عبر زيارات لكافة الأقطاب السياسية آنذاك وأبرزها لسمير جعجع في غدراس.

بعد ذلك عمل بتصميم على إقامة مؤتمر وطني للحوار فكانت له زيارات لمختلف المرجعيات الدينية والسياسية.

كانت آخر مبادراته السياسية في أبريل/نيسان 2004 وهي إطلاق حركة سياسية جديدة تحت اسم التجمع اليساري للاستقلال والتقدم.

تولى الأمانة العامة للحزب الشيوعي اللبناني من 1976 إلى 1992. .

عارض سياسات الحكومة اللبنانية وبعض سياسات سوريا لكنه عرف بخطاب معتدل يدعو لإيجاد مرحلة جديدة من الاحترام المتبادل بين البلدين.

كان رجل حوار وصديقا مقربا للزعيم الدرزي كمال جنبلاط قائد الحركة الوطنية اللبنانية الذي اغتيل في 1977 قرب حاجز سوري خلال الحرب الأهلية في لبنان.

اغتيل بتفجير عبوة ناسفة بسيارته في منطقة وطى المصيطبة في بيروت بتاريخ 21 يونيو/حزيران 2005.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nader_1975
Moderator
Moderator



عدد المساهمات : 413
مشاركة : 1047
التقيم : 7
تاريخ التسجيل : 09/05/2011
العمر : 48

بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله Empty
مُساهمةموضوع: رد: بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله   بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله Icon_minitimeالأربعاء مايو 25, 2011 4:14 am

الشّهيدة الرّفيقة لولا الياس عبّود
ولدت في بلدة القرعون في البقاع الغربي، من عائلة شيوعية في 15 أيلول 1966. والدها المناضل الوطني والكاتب والصحافي المعروف الياس عبود. والدتها انطوانيت بشارة من بلدة دير ميماس فى الجنوب. انتسبت إلى الحزب الشيوعي اللبنانى عام 1981. انتسبت صيف عام 1984 الى صفوف جبهة المقاومة الوطنية وقامت بعدة عمليات ضد القوات الاسرائيلية وعملائها.[/size]
الرفيقة لولا ابنة الياس عبود وانطوانيت بشارة من بلدة القرعون ، انضمت إلى قافلة شهداء جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية بعد مشاركتها بالعديد من العمليات طوال أكثر من عام، واستشهدت خلال اشتراكها في هجوم على دورية للعدو الاسرائيلي المهزوم في مدخل بلدة القرعون الجنوبي تم خلالها تدمير عدة آليات واعترفت اسرائيل بتدمير دبابة "ميركافا" ومقتل واصابة جميع افرادها.
وقد تركت الشهيدة وصية مسجلة على شريط، ورسالة الى والدتها، ووزعت الجبهة طلب انتسابها الى جبهة المقاومة وأشعاراً كتبتها هي ابلغ من أي تقييم لهذه المناضلة التي قررت مع عشرات الرفاق الآخرين اتباع طريق الكفاح الصعب من أجل تحرير قريتها وبلادها، وكان لها أن تستشهد قبل أيام قليلة من تحرير بلدتها القرعون.



[size=12]طلب انتساب الشهيدةالى الجبهة


نتيجة الاحتلال الصهيوني كان القرار التاريخي بانطلاقة الرصاصة الأولى لجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وذلك في السادس عشر من أيلول عام 1982 في بيروت الصامدة التي احتلها الغزاة أمام الصمت الرجعي العربي المذل، وفي ظل تزايد الهجمة الشرسة القمعية التي تنتهجها قوات الاحتلال ضد أبناء شعبنا في الجنوب والبقاع الغربي وراشيا.

بدأ التفكير بظاهرة جبهة المقاومة لأنها شرف عظيم نعتز به وهي التي ولدت منا والينا، فكيف لا نفكر بالعمل إذ أنه واجب على كل انسان وطني بالانخراط في صفوفها.

وكوني من ابناء قرية القرعون المحتلة المقاومة والواقعة في البقاع الغربي والتي ولدت فيها وترعرت في أحضانها ونشأت على رؤية بحيرة القرعون وضفاف نهر الليطاني الذي روى الأرض بدماء شهداء تلة برغز.

وكان لي فيها ذكريات جميلة وطفولة قضيتها مع الأحبة والرفاق والأصدقاء حتى فوجئت بيوم نسلخ فيه عن قريتنا وبيتنا، وما رأيته من تنكيل وممارسات تعسفية تقوم بها القوات المحتلة في قريتي وفي كل القرى المجاورة وتقدم على أسر أصدقاء لي وقتلهم جعلني أن اختار هذا الطريق، طريق التحرير والتضحية خصوصاً بعد سماعي الكثير عن بطولات هؤلاء الشبان والشابات الذين يصنعون لنا وطناً ديمقراطياً مليئاً بالحرية وكيف أن الآلة الاسرائيلية قد انهارت أمام ضرباتهم المتواصلة والموجعة. وجاء قراري بالانخراط في صفوف جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية كباقى الرفاق حيث أقوم بواجبي كاملاً معاهدة أرواح الشهداء الذكية الذين سبقوني على هذا الدرب كيسار مروة ومحمد يونس ومحمد محفوظ... ايماناً مني أن جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية هي الطريق الوحيد للتحرير والتوحيد والتغيير الديمقراطي بفضل تلك السواعد الطاهرة.
- لولا الياس عبود-


وصية الشهيدة

أنا لولا عبود من ضيعة القرعون بالبقاع الغربي، من الحزب الشيوعي اللبناني انتسبت للحزب عام 1981، وعشنا طبعاً فترة الاجتياح الاسرائيلي، ودخل الجيش الاسرائيلي على قرانا وتهجرنا، وكان ما كان من تصرفات الاسرائيليين، التنكيل وقضايا من هذا النوع،(...) وفي هذه الأثناء انطلقت جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، وكانت شيء فريد من نوعه"(...) رجعت الأمل لكل الناس،صغار وكبار، خلتهم يرجعوا يفكروا أنو ممكن الواحد يرجع يعيش، يعنى منو محدود، خلص جاء الجيش الاسرائيلي وحطم لهم حياتهم، وهيك من بعد ما شفنا أنو رغم آلياتهم، والتكنولوجيا الاسرائيلية وجيش نظامي بيعد نفسه كبير ودولة كبيرة... ما قدر يسيطر على نفسه قدام أعمال جبهة المقاومة، قدام مقاتلي جبهة المقاومة، اللي كانوا بكل وسائلهم المتواضعة جداً، بيدافعوا ويقاتلوا الجيش الاسرائيلي، هيدا الشي بيخلي الواحد يوقف ويفكر مزبوط أنو شو يللي عمبيصير، لذلك أنا من كوني مواطنة متل كل هالناس، أنا عمري 19 سنة، 10 سنين حرب مرقوا، ما شفت شي وبحاجة لأنو يكون عندي حياة حلوة ووطن حلو أحلم فيه ويكون عندي أصدقاء وشيء من هذا النوع، وكان لا بدو انو من خلال جبهة المقاومة انخرطت فيها حتى حقق هالامال اللي عندي، وهذه أمنيتي أن أعيش بحرية مع أخواتي ورفيقاتي وشرف كبير للانسان أن ينخرط في عمل جبهة المقاومة لأنو هيك الطريق بدو، اللي بدو يعيش تحت الظلم والاضطهاد إذا ما اشتغل، لا يحرر أرضه ولا بيرجع لبيتو، وكمان هيدي أرضنا أخيراً، إذا نحنا ما دافعنا عنها مش حنجيب ناس من بره يدافعوا عنها، بالدم والشهداء وقضايا من هالنوع، بيضل رخيص لذلك يعني مش بس أنا، أنا بدعي كل الشباب والشابات أيضاً للانخراط في عمل جبهة المقاومة، لانو هيي الطريق الوحيد لتحرير ولتوحيدنا كلنا سوا، ومن هون بحب وجه شغلة للأهل، انو أنا ما تعودت أخرج من دون أذنهم، بس معليش هني أكيد هالمرة راح يسامحوني لأني ضهرت من دون اذنهم، يعني صار عدة مرات، بس راح يسامحوني وقت بيعرفوا أنو ضهرت لأجل هالشي، يمكن أنا ما قدرت قللهم أنو ضاهرة اشتغل مع جبهة المقاومة، بدو يصير في رفض قاطع منهم خوفاً عليي، أنو بلكي بتموت وبلكي كذا. بس أنا بقول لأمي ولبيي أنو هني ربونا هيك، ربونا أنو نحنا عنا أرض وهذه الأرض النا، وعنا شجر نحنا زرعناه وعنا بيوت نحنا عمرناها، ونحنا خلقنا هونيك وعنا أجداد، وعلموني شغلي أهلي أنو علموني طريق التحرير كيف بيكون من البداية، وهني كانوا أول المناضلين ضمن الحزب، كل واحد عذره معه، متل ما هني اختاروا طريقهم بالأول، كمان أنا اخترت طريقي، أنا اخترت الطريق النضالي طبعاً، هيدا الطريق مرسوم بالدم متل ما دفعوا ثمنه رفاقنا وكبير شهدائنا بالحزب الشيوعي، الرفيق فرج الله الحلو، كمان شهداءنا بجبهة المقاومة، أمثال يسار مروة ومحمد يونس ومحمد محفوظ، هيدا الطريق يللي ماشيين فيه هوي الطريق الوحيد للتحرير، وأنا هون، بقدر وبثمن الدور العالي للحزب الشيوعي اللبناني بخطه السياسي وأيضاً القرار التاريخي يللي أخذه أثناء الهجمة الشرسة الأميركية-الصهيونية علينا ويومتها انطلقت المقاومة الوطنية في 16 أيلول، اللي جسدت أماني شعبنا المناضل، وكوني من بلدة القرعون، هي قرية محتلة كان إلي شرف كبير كثير أنو انضم لصفوف مقاتلي الجبهة من أجل الدفاع عن وطني، من أجل تحرير ضيعتي لأني بعاهد كل الشهداء، شهداء تلة برغز والشهيدة يسار مروة ومحمد يونس ومحمد محفوظ، انو نمشي على هيدا الطريق حتى التحرير.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nader_1975
Moderator
Moderator



عدد المساهمات : 413
مشاركة : 1047
التقيم : 7
تاريخ التسجيل : 09/05/2011
العمر : 48

بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله Empty
مُساهمةموضوع: رد: بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله   بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله Icon_minitimeالأربعاء مايو 25, 2011 4:19 am

سيد شهداء المقاومة الإسلامية الشهيد السيد عباس الموسوي


سيد شهداء المقاومة الإسلامية الشهيد السيد عباس الموسوي
أمين عام حزب الله يرتفع شهيداً على طريق المقاومة والتحرير… بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله Abasb

قضى الأمين العام العلاّمة السيد عباس الموسوي فقامت الأمّة…

قضى مع زوجه وطفله، فنهض الشعبُ بأكمله، واستحال الدم الطاهر بركاناً يحرق كبد المعتدي…

في كل الحروب يتوارى الكبار، ينأون بأنفسهم، ويديرون المعركة من بعيد…

أمّا في حزب الله فالأمر مختلف تماماً… القائد في الطليعة، والأمين العام يتقدّم الصفوف…

يعيش مع الناس، مع الضعفاء، مع المظلومين والمضطهدين… يجوع إذا جاعوا، ويألم إذا توجعوا، ويستشهد كما يستشهد الكثيرون منهم… هكذا كان محمد (ص)… هكذا كان عليّ والحسين (عليهما السلام). وعلى هذا الدرب، مضى سيّد شهداء المقاومة الإسلامية، وقضى في قلب المعركة.

مولد السيد الشهيد وطفولته

ولد سماحة السيد الشهيد عام 1952 في بلدة مستضعفة، استمدت تسميتها من مقام نبي الله شيث، في بيت من بيوت الإيمان والولاية من أبوين هاشميين موسويين.

ترعرع ومنذ نعومة أظفاره على حُسن الخلق والتهذيب وطُبع في قلبه حب أهل البيت(ع)، في منزل ارتبط ارتباطاً وثيقاً بأهل البيت، عبر المجالس العاشورائية التي كانت تقام فيه سنوياً، وشبّ مجاوراً لمسجد الإمام الحسين(ع) في منطقة الشياح وبمقام نبي الله شيث(ع) في بلدته.

تميّز السيد الشهيد بوعيه المُبكّر وبنضوجه المُلفت… وقد صاحب ذلك اهتمام زائد من أهل السيد به وخاصة من قبل والدته التي استبشرت به خيراً أثناء الحمل به لرؤية رأتها.

كان السيد محباً للعلم وللدراسة، وكان يملك من الحماسة ما يميزه عن غيره، ومن الفراسة التي قلّما وُجدت في أحدٍ من أقرانه، وعُرف أيضاً ومنذ طفولته بالجرأة والشجاعة وحبّه لفعل الخير وحنوّه على الفقراء والمستضعفين.

ربيع المقاومة

ما إن بلغ السيد(ره) الربيع من العمر، حتى كانت نكسة حزيران 1967، التي شكلت هزّة، فجرّت كل عواطف السيد الشهيد مما دفعه إلى ترك المدرسة مبكراً والالتحاق بصفوف الفدائيين، للمساهمة في تحرير فلسطين. فالتحق وهو فتىً يافع لم يتجاوز السادسة عشر من العمر، بمعسكرات الفدائيين للتدرب معرضاً عن كل مباهج الصبا وزهو الفتوة ومراهقة الشبّان.

ولم يطل به المقام في المعسكر حتى عاد مصاباً في إحدى قدميه، وهذا ما منعه آنذاك من الذهاب في عملية فدائية كانت تؤرقه الرغبة الشديدة للمشاركة فيها.

لقد كان تحرير فلسطين السليبة، هدفاً وضعه نصب عينيه منذ صباه، وهو يدرك أنه سيكلفه الكثير الكثير وكان كل همّه أن يُهرق دمه على أرض فلسطين فكان استشهاده على طريقها الطويل…

نحو الحوزة الدينية

لقد شكلت تجربته مع المقاومة الفلسطينية عام 1967، محطة بارزة في حياته لتصويب المسار الحقيقي نحو فلسطين، فكانت مدرسة أهل البيت(ع) هي خيار السيد لمسيرة الإعداد لتحرير فلسطين، ثم كان التحاقه بــ "معهد الدراسات الإسلامية" في مدينة صور عام 1968 على أثر لقاء جمعه مع الإمام السيد موسى الصدر في إحدى بيوتات المستضعفين. حيث تابع هناك على يد السيد موسى الصدر دراسته لأكثر من سنة ونصف، وقد أعجب السيد الصدر به لذكائه ونباهته وحبه للعلم، وتوسم به خيراً، فكان أن نصحه بالانتقال إلى النجف الأشرف، وزوّده برسالة توصية إلى الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر(قده).

في النجف الأشرف

في النجف الأشرف، تابع السيد الشهيد(ره) دراسته العلمية على أيدي المراجع الأعلام، وترّكزت دراسته بشكل أساسي على الشهيد السيد الصدر(قده) حيث اغترف من بحر علمه، وتزوّد من نبع روحه الفيّاض، علماً وأخلاقاً وورعاً وجهاداً غذّى ثوريته.

في النجف، اشتهر السيد بولعه بالتحصيل العلمي وتثمينه للوقت، بحيث تمكّن من دراسة مرحلتي "المقدمات" و"السطوح" في العلوم الدينية خلال خمس سنوات فقط، وهذه مدة قياسية إذا ما عرفنا أنها تأخذ من الطلاب العاديين نحو خمسة عشرة سنة.

لقد أعطى السيد الشهيد كل وقته للتحصيل العلمي، فأحب العلم والعلماء، لم يعرف جسده الطاهر الراحة ولم يأخذ يوماً حقه في النوم والاستراحة، حتى أنه كان إذا ما غفا يغفو والكتاب على صدره.

كان يومه الدراسي، في الصيف والشتاء، في الحر الشديد والبرد والصقيع، يبدأ من مطلع الفجر بقرآنه المشهود و"عهده" مروراً بــ"الفجريات"، وهي عبارة عن دروس في تفسير القرآن الكريم كان يتدارسها مع بعض إخوانه، تارة يدرسون عليه وطوراً يدرس عليهم، فكان استاذاً لهم وكانوا أساتذة له.

لقد كان له من الجلد والصبر ما يعجز عنه الصبر نفسه، حيث أنّه لم يبخل على الدراسة لا بالجهد ولا بالوقت، فكان يقطع مع شروق الشمس، كل يوم مسافة (4 كلم) سيراً على الأقدام لحضور الدروس عند المرحوم الشهيد السيد عبد المجيد الحكيم(ره). وأما أيام العطلة الأسبوعية (الخميس والجمعة) وأيام الأعياد والإجازة فلم تكن لتعرف مكاناً لها في روزنامة حياته، وما كان للاستخفاف بالوقت عنده مكاناً، فقد كانت كل أيام حياته زاخرة بالجهد والتحصيل والعطاء.

إلى جانب حياته العلمية المميزة، عُرف السيد الشهيد بدماثة أخلاقه ورفعتها، وبتربية نفسه وتهذيبها، وعُرف باحترامه المميّز للآخرين وبتواضعه وزهده، حتى أنه لم يتقاض طوال سني دراسته النجفية راتباً أو مُخصصاً، فقد كان يعيش ليومه، شعاره وفعله الزُهد والتواضع من غير تصنّع ولا تكلّف.

وعُرف السيد خلال إقامته في النجف بوفائه لجدّه أمير المؤمنين(ع)، عبر تعاهده زيارته باستمرار، كما أنه لم ينقطع عن زيارة جده الإمام الحسين(ع)، ولم يثنه بعد السفر عن ذلك، فكان يمشي مسافة 125كلم سيراً على الأقدام شوقاً لزيارة أبي الأحرار(ع).

جمعته في النجف علاقة ود ومحبة بالشهيد السعيد السيد الصدر(قده)، أستاذه ومربّيه وله معه حكايات وقصص تطول، تنم جميعها عن المودة العميقة التي كان يكنّها الشهيد الصدر(قده) للسيد الشهيد(ره).

زواجه المبارك والعائلة المثالية

عام 1973، تزوج السيد عباس من ابنة عمه سهام، الشابة الصغيرة، وسافرا معاً إلى النجف.. فكان أن التقى الفعل والعطاء فكوّنا نموذجاً ثنائياً قلَّ نظيره.

وتتلمذت السيدة أم ياسر على يد السيد أبي ياسر، الزوج والمعلم، فكانت خير تلميذ لخير معلم، وكان السيّد(ره) حريصاً على أن يودع فيها روحه وكل أفكاره وهو المميز في الروح والمميز في الفكر.

واستطاعا أن يبنيا معاً جواً أسرياً مفعماً بالإيمان والتقوى، قائماً على الاحترام والمودة والانسجام قلّ أن نجد مثيلاً له، وقد منّ الله على هذا البيت المبارك بأربعة صبيان وفتاتين.

وقد أُبتليا بطفل مريض، يحتاج وحده إلى أمٍ تتفرّغ له وحده، وعلى الرغم من ذلك فقد أظهرت السيدة الشهيدة أم ياسر الصبر الجميل وتحملت مسؤولية البيت والعائلة والأطفال والطفل المريض، وفوق ذلك كله واجباتها تجاه عشرات الضيوف المتوافدين يومياً على السيد عباس(ره)، ولم يعرف التذمر ولا التأفف يوماً طريقه إليهما، وإنما كانت البسمة وحدها من نصيب الجميع.

إلى ذلك، انطلقت السيدة أم ياسر وبدعم ومؤازرة من السيد الشهيد في عملها الرسالي التبليغي خارج المنزل ما بين الحسينيات والمراكز والبيوت، ثم في حوزة السيدة الزهراء (ع) التي كان للشهيدة المجاهدة فيها دور أساسي وفعال منذ تأسيسها… وفوق ذلك كله كانت رفيقة السيد الدائمة في حلّه وترحاله وجهاده.

عودة إلى لبنان

بعد تمضية نحو تسعة أعوام في النجف الأشرف، وأمام ملاحقة جلاوزة النظام العراقي، وبعد سلسلة مداهمات لبيته في النجف، وبعد ارتفاع وتيرة الاعتقالات في أوساط علماء وطلاب الحوزة العلمية، وبناءً على طلب من السيد محمد باقر الصدر(قده)، كانت عودة السيد عباس إلى لبنان عام 1978 في أيام عاشوراء لذلك العام.

فجاء إلى لبنان يحمل المسؤولية على كتفيه، فأسس مدرسة (حوزة) الإمام المنتظر(عج) في بعلبك، حتى يحمل النجف معه مدرسة تستطيع أن تعوّض على الكثيرين الذين لم يعودوا يستطيعون الذهاب إلى النجف بفعل الاضطهاد والتشريد، لقد كان همّ السيد الشهيد أن يكون الإنسان المبلِّغ وأن يكون حركةً من أجل المستضعفين.

لقد شكلت الحوزة التي كانت في بدايتها عبارة عن مَيْتَم استأجره السيد، مَعلماً أضاء سماء العلم والمعرفة في لبنان وخرّجت كوكبة من العلماء العاملين المجاهدين.

لقد استطاع السيد بجهاده وإخلاصه ومثابرته أن يجعل الحوزة من الحوزات النموذجية، وتمكّن بفعل حركيته وديناميته وروحه الثورية المتوثّبة أن يجعل الحوزة منطلق العمل الإسلامي والتبليغي في منطقة البقاع وحتى في المناطق الأخرى وخاصة الجنوب.

لقد تمكن السيد من إيجاد حركة تبليغ شملت معظم القرى والمناطق حتى النائية منها في جرود الهرمل، أو حتى في سهل عكّار، حتى تلك القرى التي لم تعرف عالماً دينياً أو مُبلغاً من قبل، وصلها السيد الشهيد(ره) مع طلاّبه في مواسم التبليغ (في شهري رمضان ومحرم).

لقد كان سماحته ينتقل من قرية إلى أخرى، يؤم صلاة هنا ويحيي مناسبة هناك، يلتقي بالناس، يجتمع بهم، يصغي إلى همومهم، يحل مشاكلهم، يوجههم .. كان حركة لا تهدأ وعزيمةً لا تخمد، لم يعرف الكلل ولا الملل … لقد عاش الرسالة في وجدانه فكان إنسان الإسلام، وعاشت المسؤولية في وعيه فكان إنسان الحركة، وعاشت الأمة في كل كيانه فكان رجل الأمة…

مدرسة السيد عبّاس

كثير من أبناء جيل الشباب وغيرهم من أهلنا في لبنان، لم يعرفوا الإمام الخميني(قده) شخصياً، ولكن من عرف السيد عباس(ره) لابد أنه أدرك عبره معرفة الإمام.

لقد كان(ره) مدرسة متميزة كأنها صورة طبق الأصل عن مدرسة الإمام الخميني(قده) في الإيمان والورع والتقوى والأخلاق والتواضع والإخلاص والجهاد، يستحيل أن يرى المرء شخصاً عرف السيد أو عاشره إلا ويجد أنه ترك في شخصيته شيئاً من بصماته.

لقد عمل السيد عباس (ره) وفي موازاة العمل الجماهيري ــ العبادي الاجتماعي ــ السياسي، في خط البناء الفكري ــ المعنوي للكادرات الشبابية المؤمنة الفتية، التي كان يتعاهدها عبر حلقات منتظمة قامت في العديد من القرى والدساكر وفي بعلبك نفسها، وساهم مساهمة فعّالة في مدارس ودورات الكوادر، لقد أعطى الشباب المؤمن كل وقته وهمّه، وتعاهد تربيتهم ورعايتهم كما يتعاهد الأب رعاية أبنائه وتربيتهم، وغمرهم بعطفه الأبوي ــ رغم الفارق البسيط في السن ــ وزوّدهم بالمعارف والتعاليم الإسلامية، وخلّقهم بخلق الأنبياء والأئمة(ع)، بذل لهم غاية الجُهد، وأعطاهم غاية العطاء، ليصنع منهم فئة مؤمنة طليعية تكون النواة الأساسية لعمل إسلامي واعٍ، منتج وفاعل. وزرع(ره) غرسةً أتت أكلها شباباً، مؤمناً مجاهداً، استشهد منهم من استشهد وينتظر منهم من ينتظر، كلّ في مضمار جهاده، فمنهم علماء الدين، ومنهم الأطباء ومنهم المهندسون، ومنهم العاملون ومنهم الكوادر المؤمنة المجاهدة العاملة، ومنهم المرابطون في سبيل الله.

تحت خيمة الإمام

ما كادت الثورة الإسلامية تنتصر بقيادة الإمام الخميني(قده) في شباط 1979، حتى كان السيد عباس(ره) من أوائل الداعين لها والمنفتحين عليها والسائرين في ركب قائدها، وقد بلغ تمسّكه بها وبقائدها حد الذوبان، فلقد أذاب نفسه في الإمام الخميني(قده) وأذاب حركته في الثورة الإسلامية..

لقد رأى السيد الشهيد(ره) في شخصية الإمام الخميني(قده) "أنموذجاً مصغراً لرسول الله(ص) وعيسى(ع) وعلي والحسن والحسين(ع)".

الإمام الخميني (قده) كان بالنسبة إلى السيد عباس(ره) "هو العنوان والمعنى لكل وجودنا، وهو الصاحب والأنيس لنا في كل رحلتنا وغربتنا، وهو الخيمة التي نتفيّأ تحت ظلالها".

لقد ملأ الإمام الخميني(قده) كل وجود السيد عباس وحركته، ونفخ فيه من روحه وقوته الروح والقوة …

لقد ملأ عشق الثورة الإسلامية وقائدها الإمام الخميني(قده) كل أركان السيد عباس وجوارحه، فراح يبث في نفوس الشباب والناس حب الإمام والثورة وأرضعهم كالأم الحنون الولاء لهم والطاعة، ونفخ في روحهم من روح الإمام والثورة…

لقد كان الوفاء والإخلاص للإمام ولخط ولاية الفقيه ميزتان امتاز بهما سماحته واختص بهما دون غيره.

لقد عشق الإمام حدّاً صار يرى الدنيا من خلال عينيه ويرى كل شيء من خلال طلعته البهيّة، لقد جسّد الإمام الخميني لسماحته "الأمل الكبير والحلم الكبير" حلم الأنبياء والأئمة(ع).

وفي المقابل كان الإمام الخميني(قده) يحمل في قلبه الحب الكبير لهذا السيد الذي اختصه، ولأكثر من مرة، بلقاءات منفردة كانت تمتد لأكثر من ثلاث ساعات حتى أنه كان يستبقيه ضيفاً عزيزاً على مائدته الخاصة، التي قال عنها السيد الشهيد أنها "أطيب وجبة طعام تناولتها في حياته".

في مواجهة الغزاة الصهاينة

تحرير فلسطين كان حلماً يؤرق السيد عباس(ره) منذ مطلع شبابه، وكان ينتظر بفارغ الصبر اليوم الذي سيواجه فيه الصهاينة.

لقد وفّر الاجتياح الصهيوني للبنان في حزيران 1982 الفرصة المؤاتية للسيد عباس لتحقيق هدفه القديم، لقد جاءت "إسرائيل" إليه في وطنه بدل أن يذهب هو إليها في فلسطين.

وحده التاريخ كان يدرك أن السيد عباس(ره) كان على موعد معه، ووحده القدر كان يعلم الدور الذي ينتظر السيد عباس، فحين انهزم الجميع أمام الزحف الصهيوني وأقرّوا بالهزيمة وتراجعوا، انطلق السيد رافضاً ذلك الأمر الواقع، فمضى بعيداً في المواجهة يحارب بالكلمة والموقف، ويوجّه الحرب ضد إسرائيل بالسلاح وينطلق بعيداً مع كل المجاهدين…

لقد شكل صوت السيد وإخوانه أزيز رصاص يطلق في صدر العدو، وشحذ الهمم في النفوس الميتة والمنكسرة، لقد أدرك سماحته ببصيرته ووعيه السياسي المتقدّم، أن بداية المواجهة مع الصهاينة هي تحطيم حاجز الخوف الذي أحاط بالناس المهزومة بفعل الاجتياح "الناس كانت تنهار وإسرائيل تشعر بالراحة" فكان لابد من عمل يعيد للناس ثقتهم بأنفسهم ويرفع معنوياتهم، وانطلق السيد في هذا العمل من تكليفه الشرعي الإلهي في مقاومة عدو الله والتاريخ والإنسان، وكان لابد وكما قال الإمام الخميني(قده) يومذاك للسيد عباس(ره) "عليكم أن تنطلقوا من الصفر وظروفكم ليست أصعب من ظروفنا".

وبدأ الإعداد، فكان سماحته على رأس الرعيل الأول الذي التحق بصفوف "الحرس الثوري الإسلامي" الذين جاؤوا إلى لبنان للمشاركة في مواجهة الاجتياح الصهيوني صيف 1982، فالتحق السيد بمعسكر "جنتا" وحمل معه كل "حوزته العلمية" بطلابها وأساتذتها، ليشكلوا الكوكبة الأولى في مسيرة المقاومة الإسلامية في لبنان.

وقد كان لحوزة الإمام المنتظر(عج) التي أنشأها السيد عباس(ره)، "فضل الانقلاب الكبير الذي حصل بعد دخول الحرس الثوري، حيث شكّلت الحوزة أحد أهم المعاقل التي اعتمد عليها في انطلاقته الأولى".

وللتاريخ لابد من التأكيد على دور "الحرس الثوري" في صنع فعل المقاومة، حيث يقول السيد الشهيد(ره): "أستطيع أن أقول إن الشباب المسلم، أثناء الاجتياح الإسرائيلي، لو لم تطل عليهم رايات الحرس الثوري، لكانوا وصلوا إلى حد اليأس القاتل، لقد انتشر الرعب الكبير نتيجة استعمال أمريكا والمتعددة الجنسيات و"إسرائيل" كامل شراستها وقوّتها عبر تدخلها المباشر، ولو لم تحصل هذه الإطلالة لقتلت معنويات الناس. لقد شكل وجود الحرس المتنفّس الوحيد للمسلمين في تلك الفترة حيث أخذوا يعبأون بشكل صحيح ضد العدو الإسرائيلي وضد الاستكبار العالمي"، بعدما كان ينثر الأرز على رؤوس المحتلين الصهاينة ويستقبلهم بالورد في العديد من المناطق اللبنانية التي رأت في الاجتياح الصهيوني انتصاراً لها على فريق المسلمين، من هنا ندرك أهمية الدور الذي لعبه الحرس الثوري، هذا "الدور العظيم في تمكين شعب خائر القوى والمعنويات وجعله شعباً ثائراً أخضع الاساطيل والجيوش الأطلسية وإسرائيل وجعل من شعب لبنان أنموذجاً صالحاً للثورات كافةً يُقتدى به".

وهكذا انطلقت عام 1982 مسيرة "حزب الله"، عبر المقاومة الإسلامية التي شاركت أولى مجموعاتها في التصدي لهذا الاحتلال خاصة على مداخل بيروت الجنوبية في خلدة ــ الأوزاعي، والليلكي ــ حي السلم، وكاليري سمعان.

فبعد أن تشرّف السيد عباس وإخوانه بزيارة الإمام الخميني(قده) عقب الاجتياح، ووضعوا سماحته في أجواء الاجتياح وأجواء إمكاناتهم واستعداداتهم لمواجهته أكّد لهم الإمام(قده): "عليكم أن تنطلقوا من الصفر وظروفكم ليست أصعب من ظروفنا" وكانت البيعة للإمام(ره) في بيته وكان دعاء الإمام بالتوفيق. ويعود السيد الشهيد بدعاء خير إمام إلى لبنان، وينطلق مع بعض إخوانه ومجموعة من طلابه في إنشاء "حزب الله"، ويقول السيد عن ذلك: "بعد ذلك دخلنا في العمل السياسي الجهادي بدعم من إخواننا في الحرس الثوري، وانطلق العمل في كل اتجاه، وتحول المسار في لبنان لتحدث ثورة يقل نظيرها، على الأقل على مستوى المنطقة، وهي الثورة الإسلامية المباركة في لبنان، والتي استظلت بظل حرس الثورة الإسلامية، واستطاعت أن تعطي عطاءها الكبير الذي تجلّى على أرض الواقع، وبالأخص من خلال المقاومة الإسلامية التي استطاعت أن تثبت، بعد تضحيات وبطولات كبيرة، أن العدو الإسرائيلي قابل للهزيمة، وأن الحفاة الرازحين تحت غضب الطغاة، هؤلاء الفقراء المساكين، يتمكنون من توجيه أقسى الضربات للعدو".

يقول سماحة السيد حسن نصر الله عن البداية: "عندما بدأنا مع السيد الشهيد(ره) طريق المقاومة الإسلامية وكنّا قلة بعضهم وصف طريقنا بطريق الانتحار، ولكننا كنا نرى فيه طريق الشهادة والانتصار".

من عتمة الهزيمة إلى فجر الانتصار

عندما عزّت المواقف والأقوال الجريئة وكلمة الحقيقة، يوم غزت جحافل القتل والغاصبين الصهاينة أرض لبنان، اعتلى سماحته(ره) منابر المساجد والحسينيات، ومضى في الحديث عن مخاطر تهديد المنطقة، أمعن في بعث الروح الإيمانية في صدور وقلوب الشباب المجاهد وفي تصويب بوصلة الجهاد باتجاه العدو الصهيوني، خاصة أنه "ونتيجة سلسلة الهزائم المتكررة أمام العدو الإسرائيلي كانت الأمة تعيش إحباطاً والناس كانت مذعورة"… إلى أن بدأت العمليات العسكرية بشكل متواضع، وبدأ الناس يرون أن هذا العدو هزيل، وأن شباب المقاومة يصطادونه بكل سهولة، وبدأت بعض الانتصارات لفئة مسلمة مؤمنة تعطي أجواء جديدة وترفع معنويات الناس، وأصبح الإنسان المسلم ينزل إلى الشارع ويتحدى العدو الإسرائيلي.

لقد كانت المرحلة الأولى من مراحل المقاومة "مرحلة الكمين" الذي أعطى بعض المعنويات وفرض على "إسرائيل" أن تعيش حالة ردة الفعل على العمليات، التي بدأ الناس معها يشعرون بظلم العدو الصهيوني، أما قبلها فكانوا يشعرون أن المظلوم من جماعات خاصة لا علاقة لهم بها". ويضيف سماحته: "عندما يشعر الشعب بالمظلومية يتحرك تلقائياً، وشعبنا شعر بالمظلومية بعد ردّات الفعل التي قام بها العدو على بعض العمليات العسكرية كالمداهمات والاعتقالات وهذا بدوره أدّى إلى ردّة فعل عكسية من شعبنا تمثّلت في تلك الفترة بالاعتصامات والمظاهرات والاحتجاجات".

"لكن عندما بدأت "العمليات العسكرية النوعية" انتقل شعبنا إلى مرحلة جديدة، "مرحلة الانتفاضات"، يستهزئ فيها بالعدو ويسخر منه، حتى أصبح الطفل في الشارع يلعب بأعصاب العدو بعد أن كان الجيش الإسرائيلي يلعب بالجيوش العربية كلها".

ويتابع سماحته: ثم كانت "العمليات الاستشهادية" التي شكلت فتحاً جديداً ليس فقط على مستوى هزيمة العدو، بل على مستوى رفع معنويات الناس، ولذلك أصبحت عملية الشهيد "أحمد قصير" (فاتح العمليات الاستشهادية) و"أبو زينب"، وتفجير مقر "المارينز" (الأمريكي) وغيرها، موضع تغني هذا الشعب إلى أن بدأت العمليات الاقتحامية النوعية الاستشهادية الجماعية.

فالعملية الاستشهادية الفردية، قد تجد لها فرداً واحداً بسهولة، لكن من الصعب أن تجد مجموعة كبيرة أحياناً تقوم بالعمل الكربلائي، لذلك فإن العمليات النوعية الاقتحامية أعطت زخماً شديداً للناس. فبعد أن كانوا ينظرون إلى تحصينات العدو المتطورة، ويقولون ليس لدينا طيراناً يوصلنا إليها، وبعد أن رأوا بأم أعينهم أن هناك شباباً تحولوا إلى طائرات استعادوا الثقة من جديد".

وهكذا كانت عملية "الحقبان" العملية النوعية البطولية، ثم كانت عملية "بدر الكبرى" النوعية المميّزة حيث ضمّت المجموعة المهاجمة 400 مجاهداً واستهدفت أكبر المواقع، حيث عبرّت عن تطور كمي ونوعي كبيرين لنمط العمليات النوعية الاقتحامية بلحظام تعدد المواقع المستهدفة، واتساع رقعة المنطقة التي نفّذت فيها.

وهكذا كان الانقلاب الكبير الذي تجسّد تحولاً نوعياً في أوساط الناس. يقول السيد الشهيد(ره): "بعد عملية بدر الكبرى كان الرجال والنساء والأطفال يرمون الأرز على المجاهدين ويستقبلونهم بالآلاف وهذا هو الضمير الحقيقي لهؤلاء الناس الذين يجب أن نبدأ بجوهرة قلوبهم ونفوسهم في هذا الواقع الجديد".

إن المقاومة الإسلامية استطاعت وحدها أن توقف الناس على أقدامهم بوجه العدو الإسرائيلي".

لقد "انتقلت المقاومة الإسلامية بالأمة من مرحلة الهزائم المتكررة إلى مرحلة النصر ومن مرحلة الهروب إلى مرحلة الهجوم …" فكانت "المقاومة الإسلامية معجزة تاريخنا المعاصر".

هو والجهاد صنوان

كان السيد الشهيد(ره) هو والجهاد صنوان، فإذا ذكر المجاهدون كان أولهم، يكافح أعداء الله الصهاينة بلا هوادة ولا تردد، وإذا دقّت ساعة اللقاء بالله في سوح الوغى وتدافع المقاومون البواسل طلباً للشهادة كان بينهم ومعهم، يشحذ الهمم، ويدافع المعنويات، ويسابقهم إلى طلب الشهادة، ديدنه الجهاد المتواصل لا سيّما في المواقع الأمامية المتقدمة في مواجهة الصهاينة، ولم يترك لحظة واحدة في زمن الاحتلال إلا وشارك المجاهدين عملياتهم كما تقاسم معهم همومهم وآلامهم، وأعطاهم كل شيء، ولم يبخل عليهم بكل ما يملك حتى بروحه وجسده الطاهر.

بعد استشهاد شيخ الشهداء الشيخ راغب حرب(ره)، انطلق سيد شهداء المقاومة(ره) من بلدته "النبي شيت" في شرق البقاع إلى بلدة "جبشيت" في قلب جبل عامل، حيث حطّ رحاله، مفترشاً عباءته لابساً لامة حربه، وهناك انطلق السيد الشهيد(ره) بعيداً عن زوجته وأطفاله، بعيداً عن أهله وبلدته، انطلق ساعياً بين مدن جبل عامل وقراه، زارعاً الإصرار والتحدي في النفوس الوجلة الضعيفة، لتصبح شامخة قوية، تندفع، ولا تتراجع، تتحدى ولا تتوانى، تكرّ ولا تفرّ، تبذل ولا تبخل …

انطلق مع المجاهدين، يأخذ بيدهم، يشدُّ على أيديهم المباركة، يُقبل نواصيهم، يشحذ هممهم، يلهب حماسهم ووجدهم لأبي عبد الله الحسين(ع)، يُحثّهم بآيات الجهاد وآيات الحرب، يعبّئهم بالدعاء والابتهال، ويُصرّ على توديعهم فرداً فرداً، فيمضون على بركة الله والبسمة تعلو وجوههم.

لم يترك عملية تفوته، اسألوا المجاهدين عنه في "علمان" و"الشومرية" و:بدر الكبرى" وفي "برعشيت" وغيرها، وكان يعرف المجاهدين فرداً فرداً.

استُهدف أكثر من مرة وفي أكثر من موقع. في "بدر الكبرى" استهدفوا موقعه لكنه لم يستشهد، سقطت القنبلة في متراسه إلا أنها لم تنفجر.

في العام 1985، اتخذ السيد الشهيد(ره) من مدينة صورة إقامة له، وذلك في حي الرمل بالقرب من الشاطىء.. كانت المقاومة في ذروة عطائها، وكان نجم السيد (على رغم حرصه على البقاء في الظل) قد بدأ يلمع كقائد للمقاومة، خاصة أنه كان المسؤول عنها..

وقد تحول بيته في صور إلى مرجعية لجميع الجنوبيين، لقد كان أقرب إلى قفير نحلٍ منه إلى بيت سكني، وكان حركة لا تهدأ ما بين استقبال وتوديع، ما بين شؤون الناس وشجونهم، فالسيد كان مشغولاً دائماً، وهموم المقاومين كانت همّه اليومي، كان بينهم يقضي أوقاته كوالدهم… ويحنو عليهم كأبنائه.. لقد عايش المقاومة وعايشته، حتى بات إذا ذكر أحدهما ذُكر الآخر.

أحبّ السيد الشهيد(ره) أهل جبل عامل وأحبّوه، وعاش معهم في النعماء والبأساء، مهذباً، خلوقاً، خطيباً، ورعاً… شاركهم الأفراح والأتراح.

نحن نصطادهم

إبان إقامته في صور، سأل أحد الصحافيين السيد الشهيد(ره): "أليست خطيرة إقامتك هنا قريباً من الشاطىء؟ فاليهود قادرون هنا على اصطيادك كسمكة؟!" فابسم السيد ابتسامة عريضة… وقال: "نحن نصطادهم، فالاصطياد عادة يكون من البر إلى البحر وليس العكس". يومها ــ أردف الصحافي ــ "أدركت وبعمق من هو السيد عباس الموسوي، وأي نفس مطمئنة يحمل، وأي دور ينتظره، وأي مصير، وأدركت أنه خرج في طلب الشهادة كما خرج جده الحسين(ع) في طلب الإصلاح لأمة جدّه محمد(ص) وأنه يسعى للشهادة كما تسعى الفراشة إلى السراج…".

حينما ادلهمّت الفتنة

استمرت إقامة السيد عباس على أرض الجنوب، متولياً مسؤولية إدارة عمليات المقاومة ضد "إسرائيل" حتى عصفت بأرضه حرب "الفتنة"، حرب "الفتنة" أصعب فترة في حياة السيد عباس، لقد عزّ عليه أن يرى فلسطين لا تبعد عنه سوى بضع كيلومترات وتتمترس خلف حزامٍ أمني فرضه العدو الصهيوني قسراً، ليُربك بطعنةٍ من خلف…

ولما كان الرجل ــ الموقف، والرجل ــ المبدأ الذي يعرف عدوه ويعرف هدفه، حاول وقف "الفتنة"، وعمل على تجنبها واتقاء شرها… لقد آمن بأن المقاومة هي ضد العدو التاريخي للأمة وهو عدو واحد، لابد من الجهاد لإزالته من الوجود، وكل معركة أخرى هي معركة ملهاة، أو معركة تآمر أو على الأقل يريدها الأعداء لإغراق المقاومة في وحول الفتن الداخلية ومستنقعات الزواريب.

ولما أصرّ محركو "الفتنة" على حربهم، لم يخرج ذلك بالسيد عن هدفه الحقيقي، وتعامل مع حرب الفتنة في حدود "معركة الضرورة" لأن "معركة المجاهدين الأساسية التي تربّوا عليها ووُجّهوا إليها هي مع العدو الصهيوني…

لقد أدرك السيد عباس أن "الأعداء من أمريكيين وصهاينة يريدون لساحة المسلمين ــ الساحة التي تزعجهم ــ أن تسبح بالفتن الداخلية، وهذا أخطر ما يُحاك من مؤامرة، فهيّأ وا لذلك كل مناخات الفتنة بين الناس، اغتيالات هنا، وقتل هناك، حتى يتعمق الجرح وينشغل الجميع".

لم يدّخر السيد جهداً ولم يبخل بمسعى من أجل الخروج من كل المعارك الهامشية والمفروضة، إلى المعركة الأساس التي تربى عليها المقاومون واختاروها طواعية.

لقد كان السيد الرجل ــ الرجل الذي كان إذا ما اختلطت حسابات الآخرين وتخربطت ــ كانت حساباته واضحة وجلية "أولية التحرير على أية مسألة أخرى".

لقد أسقطت حرب "الفتنة" شهداء مظلومين كُثر، ورجالاً أحبة يحبهم السيد عباس، وكان منهم الشيخ علي كريم(ره) وأبو حسين درويش ومحمد علي مقلّد والشيخ عبد الكريم قانصو وغيرهم كثير ممن يتمتعون باحترام السيد ومحبته الكبيرة، إلا أن "الأغلى" عنده كانت "مسيرة الإسلام" هذه المسيرة التي تتوجه إلى تحقيق الهدف العظيم".

لم يكن هذا هو موقف السيد عباس حين طاولت حرب الفتنة "حزب الله" و"المقاومة الإسلامية"، ولكن حتى عندما تحركت تلك الفتنة بأدواتها باتجاه مخيمات الفلسطينيين، كان هذا هو موقفه، فكان نصير الحق ونصير المظلوم إلى الحد الذي يقف عنده الظلم ويرتدع…

لقد وقف مع الشعب الفلسطيني ضد المؤامرة التي ساهم فيها بعض زعمائهم آنذاك في "حرب المخيمات" المعروفة أعوام 85 ــ 1986م.

يقول السيد الشهيد(ره): "لقد دافعت عن الشعب الفلسطيني، وبصدري احتضنت أطفالهم في الرشيدية، ومنعنا عنهم المؤامرة، وطالبنا في تلك المرحلة بإبعاد العدوان عنهم".

وبعد أن تم القضاء على "الفتنة" وصمدت المقاومة الإسلامية في وجه مؤامرة اقتلاعها، عاد السيد عباس إلى الجنوب مع تولّيه الأمانة العامة لحزب الله في ربيع 1991، عاد إليه متعالياً على الجراح، متجاوزاً الصغائر، ململماً للأطراف والأشلاء، لينطلق من جديد مع المقاومة الإسلامية في هدفها الأساسي، وفي ديدنها المستمر ضد العدو الصهيوني، عدو الله والتاريخ والأمة والإنسان.

بعض مزايا السيد الشهيد

كان يخجل من عوائل الشهداء

كان السيد الشهيد(ره) يعشق المجاهدين، كان يتفقدهم في حياتهم ويزورهم بعد استشهادهم... كانت بوابة الدخول عنده إلى القرى المجاهدة في الجنوب والبقاع، جنات الشهداء حيث مراقدهم.. ثم كان يزور بيوتهم، يتفقد أبناءهم وعوائلهم وآباءهم وأمهاتهم، مباركاً مستفسراً عن آلامهم وأحوالهم، كان دائماً يردد ويقول: "هؤلاء قدّموا أعز ما عندهم من أجل الإسلام، ودفاعاً عن كرامة المسلمين ولابد أن يحظوا بالعناية والتقدير من كل الأمة". وكان دائم الخوف من التقصير بحقهم: "أنا خائف من هؤلاء يوم القيامة أن نكون مقصرين بحقهم وأن لا نكون بمستوى حفظ أمانة دماء الشهداء".

حنو ورأفة ورحمة

عُرف السيد في أوساط المجاهدين والمقاومين بالحنون لشدة حبّه لهم، ومقاسمته إياهم أبسط الأمور الحياتية وهمومها.

عندما تجلس إليه لا تشعر بالحواجز بينك وبينه، فعلى رغم حضوره القوي وهيبته ووقاره، لابد أن تشعر في قلبك أنك قريب منه، وكأنك تعرفه منذ زمن طويل.

وجهه يذكرك بالآخرة

لقد كان يملك قلباً كبيراً وصدراً واسعاً، وحلماً يمتص كل صدمات الغضب وثرواته. كان قلبه الكبير يتسع حتى لخصومه.

عُرف باحترامه للصغير والكبير، إذا ما حدّث تراه يخاطبك بصيغة الاحترام، وإذا ما عرض رأيه لم يفرضه وإنما يناقشك به..

وجهه دوماً يذكرك بالآخرة، فكان الله يعيش دوماً في قلبه، أخلاقه الرفيعة وحدها كانت أفضل مؤدب ومعلم من دون حاجة إلى الوعظ والكلام.

لم يميز نفسه عن الآخرين، ولم يترفّع لحظة عن أخوته أو عن مرافقيه، يأكل مما يأكلون، وينام معهم ويقاسمهم سراء الحياة وضراءها.

كان سريع البكاء، سخي الدمع لاستشهاد مقاوم، كان يعشق الشهادة والشهداء.. يعزي الخواطر الكسيرة والحزينة، يواسي العوائل المفجوعة بفقد الأعزة، يمسح جراحاتهم، يحتضن أيتامهم، يمسح على رؤوسهم، ويقطف الدموع من عيونهم، ويزرع البسمة على ثغورهم.

كان يملك في نفسه صفات نبوية، ويحمل بين طيّاته روحاً رحمانية، شديد البأس على الأعداء رحيماً مع المؤمنين.

منزله في الآخرة

إن سيدنا الشهيد الكبير كما يقول سماحة السيد حسن نصر الله: "لم يكن منزله بيته، وإنما كان منزله سيارته التي كان ينتقل فيها في ليلة واحدة من بعلبك إلى بيروت إلى الجنوب إلى طرابلس فالشام فالجنوب فبيروت فبعلبك، حركة دائمة، كان يعيش في سيارته وكان ينام فيها وكان يأكل فيها".

"كان يقطن وكما كان الفقراء في بيت مستأجر، فيه بعض أثاث مما يقتنيه المستضعفون في بيوتهم.

سيدنا هذا، لم يترك داراً ولا عقاراً ولا مالاً إلا مجموع أثاث بسيط استهلكته السنون ولا يكفي حتى لقضاء دينه…"

عاش في حياته كما يعيش كل المجاهدين، يكتفي بمثل ما يكتفون، ويزع أمواله على حوائج الفقراء والمساكين حيث لم يكن ليقفل باباً في وجههم.

كان يلح عليه والده "دعني أبني لك بيتاً من غرفتين".

فكان السيد(ره) يبتسم ويقول: "إنني أبني في الجنة".

ويجيب الأب الشفوق: "لأولادك من بعدك".

فيردد السيد(ره) بابتسامة أخرى: "إن لأولادي ربّاً يحميهم هو خالقهم وهو يعيلهم".

هكذا كان السيد(ره) يعيش حياته، تواضعاً بلا تكلّف، وقائداً يتقدم الجمع، فيشاركهم في مكاره الدهر وجشوبة العيش.. أحب المساكين وأنس بالفقراء وعشق المجاهدين وكان دائم الشوق للشهداء… خدم الأيتام بعينيه وبلسم جراحهم … أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه.

فلسطين في وجدانه

عاش السيد الشهيد(ره) فلسطين في وجدانه، وحمل قضيتها كقضية الجنوب… كان للقدس بقدر ما هو لجبل عامل.

تحدث السيد عباس(ره) عن القدس أكثر مما تحدث عن جنوب لبنان، وتحدث عن الانتفاضة المباركة أكثر مما تحدث عن المقاومة الإسلامية، حمل همّ فلسطين وهمّ الانتفاضة وهمّ أطفال الحجارة… "كان فلسطينياً أكثر مني" (الكلام لأمين عام "حركة الجهاد الإسلامي" في فلسطين. د. فتحي الشقاقي).

السيد عباس "كان قائداً فلسطينياً بالمعنى الأشمل لقيادة فلسطين، وكانت فلسطين في قلبه فأصبح في قلب فلسطين" و"سطر دماءه دليلاً ناصعاً ومعلماً بارزاً على طريق المجاهدين لتحرير فلسطين"، لأن السيد الشهيد(ره) يدرك أن "هذه الأمة التي لا تمتلك من أسباب القوة المادية ما يقيم التكافؤ مع أخصامها، ليس أمامها إلا أن تستنهض أقصى قوة الفعل فيها، وهل من قوة أشد من قوة أمة قررت اختيار الشهادة على الذل، فكانت المقاومة الإسلامية، قوة الفعل الأولى، وكانت الانتفاضة، قوة الفعل الثانية، وكان السيد الشهيد(ره) يعمل على استنهاض كل قوى الفعل في هذه الأمة، فكانت عينه على الجزائر وأخرى على أفغانستان وكشمير، وقلبه على شعوب العالم الإسلامي وبلدان المسلمين.

الوعد الإلهي

قبل الاستشهاد، تستيقظ السيدة "أم ياسر".. خير إن شاء الله، إني أرى في المنام أنه بينما كنت و"أبو ياسر" في الجنوب، في قافلة، إذا باليهود يقطعون علينا الطريق، وإذ بإمرأة يهودية تمد يدها من نافذة السيارة فتقطع عقداً من اللؤلؤ يلف عنقي، فتتناثر حبّاته.. وإذ بالقافلة تتابع المسير.

ويُطرق "السامع" برأسه ويقول: علمي يا أخت "أم ياسر" وعلم ذلك عند الله، سوف تتعرضون إلى عملية خطف أو اغتيال من قبل اليهود على أرض الجنوب، وإن ذلك ليس ببعيد.

وتمضي السيدة "أم ياسر" مستبشرة بالوعد الإلهي الذي اقترب، ومما زاد في فرحتها وعزّز اطمئنانها أنه استجيب لدعواها بالاستشهاد مع "أبي ياسر".

وتكثر الرؤى، ويتقاطر الراؤون إلى السيد عباس، ليقصوا عليه ما رأوا، بعضهم أخبره عن موعد مضروب مضى السيد إليه على عجل مصطحباً عائلته، وآخر عن منارة هوت، وثالث عن منبر يخطب عليه السيد، ينفجر فيرتقي السيد إلى السماء مستبشراً... ورابع يحدثه عن موعد له مع صاحب الزمان(عج)، يحث السيد الخطى إليه.. وأخرى كثيرة..

ويبتسم السيد لكل تلك الرؤى، ويربت على أكتاف محدثيه، ويردد مقولته المعهودة: إن شاء الله خيراً، ما أنا بتأويل الأحلام بعارف، امض أيها العزيز إلى من يجيد التأويل..

وتكرّ بعد ذلك الأيام، والسيد يزداد قناعة بدنو الأجل واقتراب الموعد، ويأبى السيد كجدّه الحسين، أن يأتي إليه الموت وهو معلق بأستار الكعبة، ويزداد إصراراً على الخروج إليه.. لقد أبت عليه روحه الكبيرة ونفسه المعطاءة وهمّته الشمّاء الأبية، أن يدركه الموت في برج مشيد تلفّه المتاريس أو في "مفخخة" مجهولة الفاعل، أو في كمين أو حتى الاحتماء داخل سيارة مصفحة ربما دفعت عنه القضاء إلى القدر.. فمضى بنفسه إلى ساح الوغى كجده علي(ع) وعمه الحمزة(ع) غير آبه بالموت ولا ملتفت إلى الوراء.. كرار غير فرار.. وحمل معه كجده الحسين(ع) العيال والأطفال، من كانت له الخيرة منهم ليمض مع الركب.. فكانت الخيرة لحسين، ليمضي دون أخوته في "رحلة العمر التي لا تفوت" كما قال السيد(ره) لابنه البكر ياسر عندما اعتذر عن الذهاب لألم في رأسه.

لقد أعدّ السيد كل العدّة قبل يوم وليلة، فالسيد وعلى غير عادته في مثل تلك المناسبات، جهز كل شيء منذ يوم السبت، فقصّ شعره وشذب لحيته الشريفة، واعتمر عمامة جديدة أحضرت خصيصاً للمناسبة.. عند ذلك حدّق المرافقون في وجه السيد الأسمر.. إذ به صار أبيض وضاءً بالنور كأنه القمر ليلة البدر.. وقرأوا في محياه سفر الشهادة، وأدركوا أنهم غداً مفارقوه..

عند ذلك صرح مرافقوه: سنمنعك غداً من الذهاب إلى "جبشيت"..

فتبسم وقال: ".. لا يحمّلني أحد دمه منكم".

وأمضى السيد ليلته على ضوء الشموع يحضر خطبة الوداع.. حتى إذا فرغ منها ومال الليل عن نصفه، قام السيد في بضع ركعات يعرج بهن في سفره إلى الله، حتى إذا ما فرغ من مناجاة ربه وغسلت دموعه وجنتيه ولحيته.. قام إلى فراشه ليعطي جسده بعضاً من حقه استعداداً للغد.. حتى إذا أذن المؤذن معلناً ذهاب قطع الليل المظلمة، ومبشراً بدلوع الصباح وانبلاجه، قام السيد متنبهاً من غفوته حامداً المولى على عظيم نعمته، وينهض السيد ليوقظ العائلة إلى الصلاة بقبلة حنان يطبعها على جبين أطفاله: "قوموا يا أبنائي للصلاة" وتنهض العائلة كأنها خلية نحل ويضج المنزل في ذلك الفجر بدوي الصلاة والدعاء وآيات الذكر..

العائلة على موعد هذا اليوم.. والسيد قد أعدّ نفسه للقاء الموعد، حتى كأني به لم يفوت شيئاً من المستحبات التي تليق بالمقام حتى غسل الشهادة..

ولما اقترب موعد الانطلاق في رحلة الوداع الأخيرة إلى البلد الذي أحب، كان لابد من الانتقاء، فالعائلة لا يمكن لها أن تمضي جميعها في الرحلة، ولابد من الاختيار، وما بين معتذر لألم في الرأس أو ممتنعة لكثرة الدرس، وآخر لم يشأ الله له الذهاب، رست عملية الاختيار على حسين، ابن الست سنوات، حسين المقاومة، "ابن عزرائيل"(ع) كما كنا نسميه، لنباهته المميزة ووعيه المبكر ولطافته، حيث كان يملأ الحي حركة وحياة وكأنه مجموعة أولاد في ولد، كل ذلك كان يدل على أنه ولد ليموت ولداً، حتى السيد نفسه كان يدرك ذلك في قرارة نفسه، وعبر عن ذلك أكثر من مرة، بأن حسيناً سيموت باكراً.

وحتى تكتمل شروط الاستشهاد، كان لابد من اصطحاب السيدة "أم ياسر"، لأن السيد قد عقد معها رباطاً مقدساً على السراء والضراء، كانت روحها من روحه، تتنفس برئتيه، وتحيا بحياته، ولا يمكن لها أن تستمر دونه.. عاشت له كما عاش هو للأمة.. وهبته حياتها كما وهب هو حياته للآخرين.

وعند الوقت المحدّد للانطلاق، كان برنامج السيد قد تغير، فطلب من مسؤول الموكب، الذي كان من المقرر أن يصعد إلى جانبه، بأن يستقل سيارة أخرى، لأن "أم ياسر" وحسين سيجلسان إلى جانبه، وأردف السيد بالقول: إن شاء الله سوف تستشهد أم ياسر معي".. فتبسم مسؤول الموكب ظناً منه أن السيد يلاطفه حتى لا ينزعج، ومضى في سيارة أخرى..

يوم انكسفت الشمس

وانطلق الموكب في الوقت الموعود وبالطريقة التي أراد بها السيد أن يلاقي وجه ربّه، ومضى الرجل الكبير في موكب دون العادي، موكب متواضع جداً لا يليق بشخصه وموقعه، ولا بالمهمة الكبيرة التي خرج لأجلها…

هكذا هو السيد، عوّدنا على التواضع في كل شيء حتى كأنه(ره) أراد ببأسه الشديد في مقارعة المحتل الصهيوني وبتواضعه المميّز التخطيط لاستشهاده..

وكانت جبشيت محط رحال السيد في يوم الشهادة وفي ذكرى شيخ الشهداء(ره)، يوم السادس عشر من شباط لعام1992، ومن على منبر شيخ الشهداء وشيخ الأسرى خطب السيد في الجموع المبهورة بحضوره في الوضع الاستثنائي، وفي الزمن الاستثنائي، وفي المكان الاستثنائي، خطب كلام الأنبياء والأوصياء، كلام هو أقرب إلى وصية منه إلى خطبة.. فكانت خطبة الوداع والوصية الأساس في رحلة الوداع الأخيرة..

وبعد أن ختم خطبته بالوصية الختام "حفظ المقاومة الإسلامية"، عاهد الله ومضى ليقضي شهيداً مع زوجته وطفله حسين في طريق العودة، عندما كمنت له مروحيات صهيونية واستهدفت موكبه، موكب النور، بصواريخ موجهة الكترونياً عن بُعد، ليرتفع السيد وصحبه، وليرتقوا إلى السماء بجوار محمد وآله(ص) والأنبياء والأولياء والصالحين، ولتنكسف الشمس في ذلك اليوم الحزين..

هي الشمس انكسفت حين أغار الليل على موكب النور، مستهدفاً مصباح هدى المقاومة وسيّدها وسراجها المنير..

فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيّاً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nader_1975
Moderator
Moderator



عدد المساهمات : 413
مشاركة : 1047
التقيم : 7
تاريخ التسجيل : 09/05/2011
العمر : 48

بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله Empty
مُساهمةموضوع: رد: بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله   بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله Icon_minitimeالأربعاء مايو 25, 2011 4:24 am

الشهيد العميد محمد سليم


كتاب إغتيال محمد سليم ... عميد الدفاع في الحزب السوري القومي الإجتماعي ... مؤامرة على المقاومة
اللجنة الوطنية لتخليد ذكرى الشهيد
تاريخ الإصدار : 6/6/2006
الذكرى الواحدة والعشرين ...
المكان: نقابة الصحافة اللبنانية ...

إهداء:

من أجل الفكرة المقاوم
من أجل النهضة القومية الإجتماعية
من أجل قيم الحق والخير والجمال
من أجل الحقيقة، كل الحقيقة. كان هذا الكتاب
لروح الزعيم المؤسس أنطون سعادة
لأبطال المقاومة القومية
لدماء الشهداء الاحرار. للأجساد المتفجرة. نهدي هذا الكتاب.


أحببت أن أنقل لكم لمحة عن الشهيد العميد من مقدمة الكتاب ، علما بأن معظمكم لا يعرفه...

ما لم يعرفه معظم الناس عن الشهيد العميد محمد سليم أنه كان قائد المرحلة، على حد تعبير الأمين البطل نبيل العلم. فمحمد سليم لم يتميز فقط بطاقته الفكرية والعلمية، او بموهبته الخطابية، أو بمرونته السياسية وأخلاقه العالية وكل المسؤوليات الحزبية من تاريخ الحزب السوري القومي، وإنما فوق كل هذا تميز الشهيد بشجاعته وقدرته على قيادة القوات العسكرية التي أخذت على عاتقها تغيير مجرى الأحداث في لبنان. قدرته وطموحه منحاه فرصة تاريخية لتنكب مهمة قائد المرحلة في الحزب والمقاومة الوطنية التي طمح الى تطويرها لتصبح حركة تحرير قومية رسم لها طريقا واحدا من الجنوب الى الجنوب.
...
كان يمكن لنفس الجهة التي خططت ونفذت وساهمت في مؤامرة اغتيال العميد أن تنفذ ذلك بطريقة غير مكشوفة ولكن ذلك يكون قد أصاب هدفا واحدا من من العملية وهو إلغاء دور محمد سليم. ولكن كل هذا كان لإلغاء المشروع، مشروع المقاومة والنضال.
...
ليس صحيحا كل ما أشاعوه في تلك الآونة أن محمد سليم قتل خطئا في سياق معركةى إثر تبادله النيران مع عصابة في منزله في منطقة جديتا، البقاع 1985. أسعد حردان، في حديثه الى مجلة الشراع بتاريخ 8 شباط 1988 قال: "كنا نريد اعتقاله". أسعد حردان كان أحد مساعدي العميد محمد سليم، وهو يدرك جيدا أنه يستيل اعتقاله لأنه ليس الشخص الذي يستسلم. والحقيقة الثانية أن العيد قد قتل ب 14 رصاصة عن مسافة قريبة جدا وهذا ما أكد نية القتل والغدر والتصفية عن عمد...

لكن ما حصل ما كان ليؤثر على مشروعة العظيم :

بطلة من قوات الشهيد محمد سليم تفجر نفسها في حاجز زغلة في حاصبيا "الشهيدة مريم خير الدين".
مجموعة الشهيد حسن درويش من قوات الشهيد محمد سليم فجر 6/6/1986 نصبت كمينا للعدو الإسرائيلي ما أدى الى مقتل 6 عناصر للعدو.
الاستشهادية زهر أبو عساف قوات الشهيد محمد سليم زرعت جسدها في نبع الحاصباني.
اشتباك مع دورية للعدو، ضحيتها الشهيد سليمان جابر من قوات الشهيد محمد سليم.

ضربة في عمق الشريط الحدودي لقوات العميد محمد سليم واستشهاد احمد طالب وأسر القومي علة بدر الدين.

الشهيد محمد ابراهيم، قوات الشهيد محمد سليم

محمد قناعة، بطل عملية نهارية
د. عدنان قانصوه
عماد رباح
جميل سباغ
وكل القافلة


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nader_1975
Moderator
Moderator



عدد المساهمات : 413
مشاركة : 1047
التقيم : 7
تاريخ التسجيل : 09/05/2011
العمر : 48

بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله Empty
مُساهمةموضوع: رد: بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله   بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله Icon_minitimeالأربعاء مايو 25, 2011 4:34 am

الشهيد زهير شحادة :
مواليد عين بسوار سنة1961.
اعتقل في انصار حيث صمم طائرة شراعية قاد عمليات عدة في الجنوب ضد العدو الأسرائيلي ،استشهد بتاريخ 21-2- 1986 اثناء مواجهة على محور دير انطار _دير كيفا مع قوات العدو المحتل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nader_1975
Moderator
Moderator



عدد المساهمات : 413
مشاركة : 1047
التقيم : 7
تاريخ التسجيل : 09/05/2011
العمر : 48

بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله Empty
مُساهمةموضوع: رد: بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله   بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله Icon_minitimeالأربعاء مايو 25, 2011 4:43 am

ولدت سناء محيدلي في بلدة عنقون قضاء صيدا ، (7 كلم من مدينة صيدا) جنوب لبنان، في 14/آب/1968 والدها يوسف توفيق محيدلي. توفيت والدتها فاطمة وهي في الثالثة من عمرها، وعاشت بعد ذلك في كنف والدها الذي كان ملتصقا بها بعد وفاة والدتها وتزوج بعد ذلك ليكون لسناء اخت واحده - عبير وثلاثة اخوة هيثم ومحمد ورامي.
نمت سناء محيدلي في بيت وطني حيث كان والدها ممن يرفضون الظلم والقهر والاحتلال كباقي اترابه ورغم تواضع العيش والحياة خلال الحرب اللبنانية بقيت عائلة سناء تسكن بيروت ومرار الاحتلال تراود صبية تنظر الى مستقبل امة وليس مستقبل فتاة.
عملت سناء في اوقات فراغها وبعد الدراسة في محل معد لبيع اشرطة الفيديو في منطقة المصيطبه - غرب بيروت وخلال عملها هناك قامت بتسجيل 36 شريط فيديو للشهيد وجدي الصايغ الذي نفذ عمليته ضد قوات العدو في منطقة قريبة من الموقع الذي نفذت فيه سناء عمليتها الاستشهادية، وبنفس المتجر ايضا قامت بتسجيل وصيتها عبر كاميرا للفيديو من نوع "في اتش اس"، ووجهت من خلال التسجيل رسائل الى رفاقها واهلها واوصت بتسميتها عروس الجنوب.
الاستشهاد:
الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الثلاثاء الموافق 9 نيسان - ابريل 1985 تعبر سيارة بيجو 504 بيضاء اللون، الحاجز المقام في منطقة باتر - جزين في طريقها نحو الجنوب اللبناني، وقد سبق للسيارة أن توقفت وراء الحاجز المقام للعبور نحو الجنوب ثم انضمت فيما بعد الى طابور طويل من السيارت، وبعد عبورها الحاجز الاول لم تكمل السيارة طريقها بل سارت ببطء ودون ان ينتبه احد من جنود الاحتلال الصهيوني او العملاء لما تقدم عليه الشهيدة سناء محيدلي، التي كانت تقود السيارة والتي كانت تتجه بكل عزم واصرار نحو قافلة عسكرية اسرائيلية تتحرك في المنطقة ضمن اجراءات القيادة العسكرية الاسرائيلية لإخلاء معدات من مواقعها في القطاع الشرقي من لبنان استعدادا لتنفيذ المرحلة الثانية من الانسحاب.
وقد لاحظ احد جنود العدو الصهيوني أن السيارة لم تكمل طريقها وفق ما اشار لها احد حراس نقطة التفتيش، فاقترب منها محاولا التدقيق بهوية الفتاة التى كانت تقود السيارة ولكن كانت سناء محيدلي اكثر اصرارا وتصميما وسرعة، فانطلقت بسيارتها باتجاه القافلة واجتازت حاجزا حديديا موضوعا بشكل افقى امام مركز التجمع وامامه عوائق صغيره متعددة، فأطلق حامية الحاجز الصهيوني رشقات من الرصاص باتجاه السيارة ولكن اصرار وعزيمة المقاومة الشهيدة كانت اسرع بالوصول الى تجمع القافلة و فجرّّت السيارة.
البيان العسكري الاسرائيلي:
الناطق العسكري الاسرائيلي اعترف بالعملية اثناء النشرة الاخبارية التى يذيعها رايو اسرائيل عند الساعة العاشرة النصف ليلا وقال المذيع أن خبرا طارئا قد وصله نقلا عن الناطق العسكري الاسرائيلي يقول: "ان ضابطين من الجيش الاسرائيلي قتلا وان جنديين آخرين اصيبا بجروح من جراء انفجار سيارة مفخخة في نقطة عبور باتر- الشوف في لبنان وان السيارة المفخخة وصلت من الشمال (بيروت) وانفجرت عندما اقترب جنود من حاجز اسرائيلي لتفتيشها".
وكالات الانباء ومصادر حزبية في بيروت اجمعت على أن خسائر العدو كانت اكبر وان عشرين جنديا قد قتلوا خلال العملية ودمر عدد من الاليات التى كانت تمر على شكل قافلة من مركز التجمع.
بيان جبهة المقاومة الوطنية:
الساعة الحادية عشر صباحا من يوم الثلاثاء 9/4/1985 قامت احدى مناضلاتنا الرفيقة الشهيدة سناء محيدلي بعملية استشهادية استهدفت تجمعا لقوات العدو على طريق باتر - جزين حيث كانت تتجمع اعداد كبيرة من الشاحنات والدبابات والاليات المجنزرة والعديد من المشاة المنسحبين من تلال الباروك ونيحا وذلك باقتحامها القوة العسكرية للعدو الصهيوني بسيارة بيجو 504 مجهزة ب200 كلغ من مادة ت.ن.ت الشديدة الانفجار.
وقد اوقعت العملية خسائر كبيرة في جنود العدو يقدر عددهم بحوالى 50 بين قتيل وجريح، بالاضافة الى اعطاب واحراق عدد من الآليات.
وتعاهد جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية عروسة الجنوب الشهيدة سناء محيدلي بانها ستلاحق العدو بالمزيد من العمليات الفدائية والاستشهادية حتى يتحرر جنوبنا المحتل وشعبه الصامد من رجس الاغتصاب اليهودي، هذا العدو الذي لن ندعه يرتاح حتى تحرير كامل ترابنا القومي.
وصية سناء محيدلي متلفزة:
وفي مساء اليوم الذي نفذت فيه سناء محيدلي عمليتها الاستشهادية اطلت على اللبنانيين عبر شاشة تلفزيون لبنان القناة 7 لتعلن وصيتها بنفسها والتي قالت فيها: " انا الشهيدة سناء يوسف محيدلي، عمري 17 سنة من الجنوب، جنوب لبنان الجنوب المحتل المقهور، من الجنوب المقاوم الثائر"، "انا من جنوب الشهداء، من جنوب الشيخ الجليل راغب حرب، جنوب عبدالله الجيزي، حسن درويش، نزيه القبرصلي، من جنوب بلال فحص، واخيرا وليس الاخير جنوب الشهيد البطل وجدي الصايغ ".


أما في وصيتها التي كتبتها بخط يدها فجاء حرفيا:
(( أحبائي إن الحياة وقفة عز فقط)) أنا لم أمت بل حية بينكم أتنقل .. اغني .. ارقص .. احقق كل آمالي .. كم أنا سعيدة وفرحة بهذه الشهادة البطلة التي قدمتها.
أرجوكم أقبل اياديكم فرداً فرداً لا تبكوني .. لا تحزنوا علي، بل افرحوا اضحكوا للدنيا طالما فيها أبطال .. طالما فيها آمال بالتحرير .. إنني بتلك الصواعق التي طيرت لحومهم وقذارتهم بطلة.
أنا الآن مزروعة في تراب الجنوب اسقيها من دمي وحبي لها .. آه لو تعرفون إلى أي حد وصلت سعادتي ليتكم تعرفون لكنتم شجعتم كل الذين ساروا على خط التحرير من الصهاينة الإرهابيين.
مهما كانوا أقوياء إرهابيين قذرين, هم ليسوا مثلنا .. إنهم جبناء يطعنون من الخلف ويغدرون، يتلفون شمالاً ويمينا هربا من الموت.
التحرير يريد أبطالاً يضحون بأنفسهم غير مبالين بما حولهم، ينفذون، هكذا تكون ألأبطال. إنني ذاهبة إلى أكبر مستقبل، إلى سعادة لا توصف، لا تبكوا عليّ من هذه الشهادة الجريئة، لا، لحمي الذي تناثر على الأرض سيلتحم في السماء.
آه ((أمي)) كم أنا سعيدة عندما سيتناثر عظمي عن اللحم، ودمي يهدر في تراب الجنوب. من اجل أن أقتل هؤلاء الأعداء الصهاينة والكتائب نسوا بأنهم صلبوا مسيحهم .. أنا لم أمت هذه واحدة والثانية ستأتي اكبر وستليها ثالثة ورابعة ومئات العمليات الجريئة.
فضلت الموت من أن يغرني انفجار أو قذيفة أو يد عميل قذر، هكذا أفضل واشرف أليس كذلك. ردوا على أسئلتي سأسمع بالرغم من أنني لست معكم، سأسمع لان صوتكم وضحككم الجريء سيصل إلى كل حبة تراب سقيتها بدمي. وسأكون صاغية هادئة لكل حركة، لكل كلمة تلفظونها.
اجل هذا ما أريد ولا تغضبوا علي لأني خرجت من البيت دون إعلامكم .. أنا لم أذهب لكي أتزوج و لا لكي أعيش مع أي شخص بل ذهبت للشهادة الشريفة الباسلة السعيدة.


وصيتي هي تسميتي (( عروس الجنوب ))
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nader_1975
Moderator
Moderator



عدد المساهمات : 413
مشاركة : 1047
التقيم : 7
تاريخ التسجيل : 09/05/2011
العمر : 48

بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله Empty
مُساهمةموضوع: رد: بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله   بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله Icon_minitimeالأربعاء مايو 25, 2011 4:53 am

بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله Wafa



الشهيدة وفاء نور الديـن

الرفيقة وفاء نور الدين ابنة النبطية، وجه مشرق آخر تحتضنه أرض لبنان المحتلة فيبزغ من خلال عظمة استشهاده، وجه لبنان المحرر.

بطلة شابة قادت مجموعة من جبهة المقارمة الوطنية (مجموعة الشهيدة لولا عبود) فهاجمت دورية لميليشيا العميل لحد في حاصبيا ثم فجرت نفسها بالاعداء بواسطة حقيبة سفر ملغومة. فسقط مزيد من القتلى للأعداء ودخلت الشهيدة الى الوطن وقلبه، وقربت ساعة "سفر"9 المحتل الغاصب، الذى يجرجر هزيمته ويعجز عن تسليم المناطق الحدودية الى أذنابه وأعوا نه.

اسرائيل اعترفت رسمياً بالهجوم البطولي، وبمقتل الضابط المسؤول في جيش العميل لحد وقواتها قامت باجراءات هستيرية في هذه المنطقة من العرقوب البطل، وكانت قد سيجت الطرقات والقرى بحصار لم تشهد مثله أية منطقة محتلة من قبل!

والرفيقة البطلة تركت مع حزبها ورفاق دربها في جبهة المقاومة الوطنية رسالة لم تعتبرها وصية وإنما نداء إلى كل شاب وفتاة في لبنان، حتى يكملوا الطريق ويعشقوا أرضهم، حتى العبادة. كما تركت طلب انتساب الى جبهة المقاومة، معبراً في كل كلمة من كلماته.

وسجلت الرفيقة وفاء شريط فيديو عرض عل شاشة التلفزيون اللبناني وشاشة التلفزيون السوري في نشرة أخباره الأساسية، واذاعة عدة اذاعات لبنانية وصية الشهيدة.



بيان جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية

فيما يلي بيان جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية عن العملية البطولة التي قادتها الرفيقة الشهيدة وفاء نور الدين قرب حاصبيا.

" في صباح اليوم الخميس في 9 أيار 1985 قامت مجموعة الشهيدة لولا عبود بقيادة الشهيدة وفاء نور الدين بعملية بطولية عند مفترق أبو قمحة قرب بلدة حاصبيا ضد دورية لقوات العميل لحد. وعندما اصطدمت المجموعة بالدورية وحاولت اعتقالها قامت بتفجير نفسها بالضابط وبعناصر الدورية، لتلحق أكبر خسائر بالعدو وتحمي رفاقها في المجموعة، وقد قتل الضابط وزوجته ومجموعة من أفراد الدورية حسب اعتراف اذاعة العدو، واستشهدت الرفيقة البطلة مؤكدة باستشهادها، مرة أخرى أن شعبنا وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية لن يسمحوا ببقاء جندي اسرائيلي واحد ولا عميل من عملاء لحد وغيره من العملاء على أي شبر من أرضنا الطاهـرة. وسيواصلون النضال حتى طرد العدو وعملائه من كل أراضي الوطن "

وقد تركت الشهيدة البطلة قبل العملية تسجيلاً مصوراً وصوتياً، ونداء لشباب وفتيات لبنان لكي يكملوا الطريق التي سار عليها أبطالنا الأبرار، "ليحيا أطفال لبنان وأطفال سوريا وأطفال فلسطين وكل أطفال الأمة العربية، وحتى تتحرر آخر حبة تراب من أرض الوطن".
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية.
في 9 أيار 1985


طلب انتساب الشهيدة الى جبهة المقاومة الوطنية
تركت الشهيدة الرفيقة وفاء نور الدين الرسالة الآتية بعنوان طلب انتساب إلى جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية:" راودتني آفكار عندما قررت المساهمة بقتال العدو الاسرائيلي، وخاصة عندما علمت بأني سأذهب بعملية. وط رحت السؤال على نفسي هل أكتب وصية أم ماذا؟ فحسمت الأمر بيني وبين نفسي بأنه أفضل ما أكتب هو طلب انتساب إلى جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية. ولأن الانتساب الى المقاومة يعني الانتساب إلى الوطن والى القضية وإلى الشعب والى الحزب المقاوم الحزب الشيوعي اللبناني حزب جبهة المقاومة الوطنية:
"فأنا وفاء نورالدين من بلدة النبطية- من جنوب الوطن المقاوم للاحتلال وعملائه، من عائلة فقيرة ومع الأسف ارتكبت من حولي أخطاء عديدة فلم يكن أمامي لخلع ثوب هذه الأخطاء الجسيمة، إلا أن أقاتل منبع الشر والخطأ، إلا أن أقاتل العدو الذي تسبب بمآسي شعبي، العدو الذي احتل أرضي ودنس كرامتنا، عدا عن دافعي الوطني والحزبي وقناعتي بأن أرضنا لن يحررها الا الكفاح المسلح وشعبنا لن تعاد له كرامته إلا بالقتال حتى الاستشهاد، فكانت المقاومة الوطنية طريقاً وحيداً للتحرير لتبقى وترتفع الراية الوطنية عالية خفاقة فوق كل تلة من تلال هذا الوطن، هذه التلال التي رواها رفاق مناضلون بدمهم سبقوني وسبقوا رفاقاً آخرين ينتظرون دووهم ليشاركوا بدمائهم بتحرير الأرض. فهذه يسار مروة وعمار قوصان ومحمد يونس ومحمد محفوظ وبلال فحص وسناء محيدلي أعلام لكل مناضل يعمل لتحرير أرضه من المحتل الاسرائيلي.
فان قبلتم طلبي هذا، فالى الامام ايها الرفاق والى المزيد من الحفاظ على
مقاومتي وحزبي وشعبي.

وفاء نور الدين
في 20/4/1985

بدي سجل مش وصية
بس نداء لكل شاب وفتاة

تركت الشهيدة البطلة وفاء نور الدين الوصية الآتية:
" انا وفاء نور الدين من النبطية تعرفت عالمبادىء الشيوعية سنة ال81 واعتبرت نفسي عم طبق هالمبادىء عندما بدأت أعمل بالمقاومة الوطنية اللبنانية. وأسعد يوم بحياتي هو اليوم اللي كلفت فيه بالبدء بتنفيذ عمليات ضد العدو الأسرائيلي اللي احتل أرضنا ودنس كرامتنا، وأنا مواطنة جنوبية لحقني اذى الاحتلال أكثر من غيري لأنو هالعدو الحاقد ادخل سمو لأقرب الناس إلى بيتنا. بها الوقت أحسست كثير بحقد الاحتلال على شعبنا وبها الفترة بالتحديد زاد عندي أكثر وتعلقت أكثر بقضيتي الوطنية، بقضية شعبي بالتخلص من الاحتلال الاسرائيلي ولحتى انتقم من هالعدو على كل أعمالو
ولحتى اتخلص من هالاذى اللي لحق بيتنا. فكانت جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وكنت واحدة من الناس اللي سعيت كثير لكي أساهم بقتل الصهيوني، ورأيت أنو هالجبهة بنضالها وقتالها للاحتلال الاسرائيلي عمتصنع فجر جديد لأمتنا العربية، عمترسم طريق وحيد اسمو طريق الكفاح من أجل تحرير الأرض.

وذكرتني المقاومة بقول لكبير شهدائنا فرج الله الحلو عندما قال: "ستنبت على هذا الساحل حركة تحرر وطني تكون منارة لكل حركات التحرر في المشرق ". فعلاً انني وجدت بالمقاومة نوارة لهالطريق المظلم اللي أوجدو الاحتلال عام 1982. أنا أحسست أنو بلدنا وقع في ظلام عام 1982 لانو نحنا أهل الجنوب شفنا أكثر من غيرنا وحشية هالعدو اللى ما رحم حدا، مجازرو بفلسطين اللي كنا نسمعها شاهدنا أكثر منها، أجت المقاومة حتى تهز ضمير كل شريف وطني بيحب بلدو ووطنو بيرفض الطغيان والاستبداد، حتى شكلت جبهة المقاومة بقتالها للعدو الاسرائيلي بالعمليات البطولية اللي نفذتها نوارة ليلنا ومنارة لكل الشعوب الطامحة للحرية وكنت أسمع ببطولات مقاتلي الجبهة البواسل أعجبت كثيراً وزدت اعجاباً عندما انخرطت بهالعمل وبالبداية ما صدقت وصارت تطلع أسماء شهداء سقطوا ليحيا غيرهم، ليحيا وطنهم وأمتهم حتى شكلوا شهداؤنا مثل عليا لئلنا فكانت يسار مروة وسناء وبلال وعمار ويونس ومحفوظ وبسام وكانت لؤلؤة البقاع لولا الياس عبود وكل شهيد روى بدمو هالأرض.
وصرت أحلم أنو بدي أروي هالأرض بدمي لأنو وبنظري لا معنى للقضية بدون شهداء ولا معنى للأرض بدون دماء. "وكانت تعمليات المسؤول عني انو لازم نعمل عمليات بدون خسائر حتى نرجع ونضرب العدو ثاني مرة وثالث مرة لكن إذا دعي الأمر للاستبسال فاستبسلوا وقاتلوا ولا تبخلوا بالدم ولو قتضى تفجير أنفسكم لقتل جنود العدو. فتمنيت لو ظرف هالعملية اللي رايحة فيها هلق تقضي بتفجبر نفسي لقتل مجموعة من جنود العدو الاس ائيلي، وزادت الفرحة بنفسي عندما تلقيت التوجيهات أنو بدي شارك بعملية بطولية مهمة لأنو اسم المجموعة مجموعة الشهيدة لولا. وأكثر، أنو التوجيهات تقضي بقتل أكبر عدد ممكن من جنود العدو كي تطمئن الشهيدة لولا فى مكان خلودها ويطمئن شعبنا أن"مليون لولا قد نبتت" على حد تعبير الرفيق جورج حاوي.
طلبت من رفقاتي بدي سجل مش وصية بل نداء لكل فتاة لكل شاب أنو ما في طريق إلا طريق المقاومة الوطنية طريق الكفاح حتى تبقى رايتنا مرفوعة فوق كل تلة من تلال هالوطن ولازم ما نبخل أنو نسقي شتلة التبغ في الجنوب من دمنا ولازم يختلط دمنا بدم نهر الليطاني، نهر لولا.

وأخيراً أشد على أيادي جميع الوطنيين لتبقى البندقية مرفوعة جاهزة لطرد الغزاة الاسرائيليين من أرضنا الطاهرة. ولازم يعرف كل العالم أنو نحنا بنحب الحياة ولانو بنحب الحياة قررنا الموت والاستشهاد ليحيا أطفال فلسطين وكل أطفال الأمة العربية، وحتى تتحرر آخر حبة من تراب أرض الوطن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nader_1975
Moderator
Moderator



عدد المساهمات : 413
مشاركة : 1047
التقيم : 7
تاريخ التسجيل : 09/05/2011
العمر : 48

بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله Empty
مُساهمةموضوع: رد: بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله   بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله Icon_minitimeالأربعاء مايو 25, 2011 4:55 am

بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله 980903_suha_bishara

سهى بشارة لحظة خروجها إلى الحرية


قبل عشر سنوات اطلقت جوهرة الجنوب المناضلة سهى بشارة رصاصات الامل والالم باتجاه انطوان لحد , عميل اسرائيل وصنيعتها في الجنوب اللبناني. لم تستطع تلك الرصاصات التي اصابت قائد ما يسمى بجيش لبنان الجنوبي ان تصيب مقتلا منه ولكنها بالمقابل استطاعت ان تقض مضاجع العملاء واسيادهم لفترة طويلة وان ترسم طريق الخلاص امام ارتال المقاومين المنتظرين دورهم لافتداء الوطن بحبات القلوب وفلذات الاكباد.

ليست سهى بشارة بالطبع الفتاة الوحيدة التي نذرت نفسها لواجب التحرير ولن تكون الاخيرة في هذه المسيرة الشاقة. فقبلها حولت عروس الجنوب، سناء محيدلي، جسدها الغض الى كتلة من الشظايا المتفجرة تحت آليات العدو. وقبلها ايضا قضت كل من يسار مروة ولولا عبود ومريم خير الدين على الطريق نفسه الذي عبده المقاومون بالاهداب والمهج وحلم الانتصار. ولكنها الوحيدة من بين رفيقاتها التي قدر لها ان تظل على قيد الحياة وان نحتفل بها قبل ايام بخروجها من الاسر متوجة بالبرق الذي ضفرت به جبينها المرفوع.

عشر سنوات من الاعتقال في زنزانة صغيرة ومشبعة بالرطوبة والقذارة والمهانة اليومية ليست بالامر السهل على فتاة طرية العود وفي مقتبل العمر، كما كانت سهى يومذاك، وكان يمكنها ان تغض النظر عما يحيق بشعبها من مخاطر وآلام، شأنها في ذلك شأن الملايين من الصبايا والشباب المتلهين بتفاصيل العيش اليومي وترهاته. كان يمكنها ان تتابع مهنة التدريس التي اختارتها في مطلع العمر لتسد بواسطتها رمق العيش ومتطلباته او ان تعيش مدللة في منزل انطوان لحد الذي طلب اليها ان تعطي دروسا اضافية لابنائه اليافعين ولكنها مدفوعة باحساس عارم بالكرامة وحب الوطن اختارت بدلا من ذلك ان تنذر نفسها لخدمة القضية الوطنية والقومية وان تسهم في دفع الحلم العربي قليلا الى الامام. وهكذا كان عليها ان تواجه بالجسد الاعزل والرجاء العاري كل تلك الاهوال التي تحدثت عنها منظمة الصليب الاحمر الدولي ووكالات الانباء ووسائل الاعلام المختلفة.

ومع ذلك لم تتحدث سهى وهي تتوجه من معتقل الخيام باتجاه منزل ذويها في بيروت عن كل ما له علاقة بمكابداتها الشخصية وعذاباتها الطويلة والمريرة. كانت تمشي بكبرياء الارض دون ان تخسر تواضعها المفرط وكانت تبتسم للمصورين والصحافيين والاهل والاصدقاء برقة انثوية خالية من اي احساس بالقهر والعناء اللذين حملتهما طويلا في داخلها. لم تشأ ان تتحدث عن ظلام الزنزانة المشبع بالكوابيس وعن توق الجسد الانساني الى معانقة كسرة امل او حبة ضوء تتسلل من الخارج. عن الرغبة في معاتبة حشرة او نملة، صرصار او اي كائن يتحرك في جوف تلك الوحشة العميقة والفراغ المقيم. لم تتحدث عن اساليب العدو المروعة للنيل من صمودها الجسدي والروحي. عن التهديد بالاغتصاب وعن الصرخات المنبعثة من الزنزانات المجاورة وعن اطلاق الرصاص فوق رؤوس المعتقلين وعن الماء الساخن والماء البارد والتعذيب بالكهرباء. وحين سألها البعض عن عذاباتها في المعتقل اجابت بشيء من الحسرة والمرارة: انني اخجل من الحديث عن بعض لدعات الكهرباء امام هول المجازر والفظاعات التي جرت في قانا وغيرها من قرى المواجهة في الجنوب.

انه لمن الغريب ان تشعر سهى بشارة بالخجل ازاء من فاقها في المعاناة والصبر وقوة الاحتمال في حين ان هناك من هو اولى بالخجل والشعور بالذنب والاثم والتقصير في اصقاع هذا العام العربي الذي يغط في نومه العميق. وانه لمن الغريب ايضا ان يترك حفنة من المقاتلين في الجنوب اللبناني او من المنتفضين فيما تبقى من فلسطين ليواجهوا بمفردهم مصيرا محفوفا بالمخاطر والاهوال والمواجهات الدامية في حين تجلس امة بكاملها على عجيزتها لتراقب المشهد وتنتظر نهاية الصراع بفارغ الصبر.

ان نموذج سهى بشارة يجب الا يظل وحيدا ويتيما في هذا الخلاء العربي الشاسع. فهي لم تولد من معجزة ولم تترعرع في عهدة الاساطير. هي، بكل بساطة، فتاة عادية في النشأة والتربية والمظهر والاحاسيس. كل ما فعلته انها بحثت طويلا عن المعنى فلم تجده في كنف الاحتلال وتحت حذاء العدو او حديد مجنزراته بل وجدته متصلا بهواء الحرية النظيف وبشمس الكرامة الساطعة. كل ما فعلته انها تصالحت مع تراثها وقيمها وايمانها بماضي الامة ومستقبلها وحقها في ان تجد لها مكانا لائقا بين الامم والاوطان.

سهى بشارة ليست صرخة يتيمة في ليل العجز العربي ولا يجب ان تكون. انها الانوثة في تجلياتها الاروع وفي كسرها لقيود العادات والتقاليد المهيمنة. وهي المرأة خالية من عقد النقص والانسان في اوج انعتاقه وتوقه الى المطلق. فتحية لها من القلب باعتبارها الاشارة والطريق والدليل

الرفيقة المناضلة سهى بشارة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nader_1975
Moderator
Moderator



عدد المساهمات : 413
مشاركة : 1047
التقيم : 7
تاريخ التسجيل : 09/05/2011
العمر : 48

بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله Empty
مُساهمةموضوع: رد: بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله   بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله Icon_minitimeالأربعاء مايو 25, 2011 5:04 am

بتمنى اذا حدا في عندو ايا إضافة عن ابطالنا الخالدين ما يقصّر. مقاومتنا مشرفة و ابطالها كثر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hchokr
Moderator
Moderator



عدد المساهمات : 252
مشاركة : 682
التقيم : 17
تاريخ التسجيل : 05/05/2011
الموقع : https://moghtareb.yoo7.com/u3

بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله Empty
مُساهمةموضوع: ما مننساكن    بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله Icon_minitimeالأربعاء مايو 25, 2011 5:58 am

يا شهدائنا من القلب للقلب ،،،
جنوبنا تحرر وبقاعنا صامد ،،
و شمال العوروبه معنا على الدرب ،،
وبيروت الشامخة وجبلنا للعزم عاقد .
من عروسه الجنوب للبطل ساطي ،
لسهى وعواضة المحررين شاهد ،
رفعتو راسنا ونورتولنا الدرب ،
ونحنا لدمكن فدى وللعدو نجاهد ،
انتو المنارة يا ساكنين القلب ،،
وفيكن وطنا للظلم رافض ،
جمول يا منبع الثوار .
نحنا ولادك يا نهر هادر ،
قومي انتفضي وقاومي الأشرار ,
ونحنا للموت بدمائنا حواضر ....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بمناسبة ذكرى التحرير، وقفة مع صنّاعه و ابطاله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
همزة وصل :: همزة تواصل :: بوابة لبنان-
انتقل الى: