حسن علاء الدين الجوني

عرف المسرح الكوميدي بلبنان عدد من الفنانين اللامعين اللي شاركو بخلق نهضه مسرحيه مميزه. ولكن الاسم البقي بأذهان كل الناس، وكان حضورو مختلف، بالحركه والصوت والغناء هوّي الفنان حسن علاء الدين، أو شوشو اللقب اللي خطف وهج الاسم الحقيقي وصار رمز من الرموز الفنيه اللبنانيه.

بـ 26 شباط سنة 1939 ولد حسن علاء الدين الجوني وبعد 8 سنوات توفى بيو خضر.

- شوشو صغيراً: تعلّم حسن من الحياة أشياء كتيره، وربّما أكتر ما بتقدر المدرسه تعلمو. كان شديد الطموح والعناد، ميّال لتقليد كل الأشخاص البيشوفن بحياتو اليوميه.

حب أفلام الفكاهه وبالأخص أفلام شارلي شابلن ولوريل و هاردي، وتأثّر بالكوميديا العربيه وأعجب ببشاره واكيم، واسماعيل يس.

- من صوره الأولى: موهبة حسن علاء الدين ظهرت بالحي اللي عاش فيه... كان يجمع رفاقو وبأرض مهجوره حد البيت يقدمو اسكتشات تمثيليه مختلفه، ويطلب من الجمهور بدل الدخول لمشاهدة العرض.

- محمد شامل: مرّه دعي الفنان محمد شامل البيخبّر بحديث صحافي بداية معرفتو بحسن علاء الدين بيقول: بعد غياب الفنّان محمد مرعي دُعيت لحضور حفله... تمنّعت بالبدايه، ولكن بسبب الحاح زوجتي رحت وكانت الصاله عباره عن بستان كبير، والخشبه بدائيه مكوّنه من عدة حجاره ورقع قماش وستائر بسيطه.

- من أولى أعمال شوشو: بيضيف محمد شامل: لمّن وصلنا رحّبو فينا الشباب، ووضعولنا كرسيين لأنّو المقاعد كانت خشبيه، وضيّفونا مرطبات، وبعد دقايق بلّش العرض. شفت شبّ طلع على المسرح وهوي عم يرجف، وزقفلو الجمهور كتير. سألت عنّو قالو حسن علاء الدين. وباليوم التاني زارني هالشّب وطلب منّي إنّي اشركو ببرامجي الفنيّه، وكان من الطبيعي إنّي أرفض بالبدايه لأني ما كنت عم خطط لأعمال مستقبليه. وبعد ملاحقة حسن لشامل، أرسلو إلى المخرج محمّد كريّم الكان عم بيسجّل برنامج إذاعي. وبعد ما انتظر حسن مدّة 12 ساعه كامله استقبلو محمد كريّم وأعطاه أول دور إذاعي وهوي عباره عن قرع الباب على الميكروفون.

- شوشو في التلفزيون: بعد تلات سنوات، وتحديداً بالستينات، بلّش التعاون بين حسن علاء الدين ومحمد شامل، ببرنامج تلفزيوني مخصّص للأطفال كتبو شامل وأعطى دور البطوله فيه لحسن بعد ما أطلق عليه لقب شوشو وغنّى أولى أغنياتو: حبّ اللولو سنيناتي - بنضفهن بديّاتي - لونن أبيض متل التلج - شوفوهن يا رفقاتي.

- شوشو مع الأطفال: نجح شوشو بالتلفزيون، وقدر يكون صديق لكل الأطفال قدّملن عدد كبير من الأغاني. اختارو محمد شامل مرّه تانيه لبطولة برنامج «يا مدير»، واستمر النجاح وكتبت معظم الصحف: إنّو غالبية المشاهدين اللبنانيين بيتجمّعوا مساء كل سبت أمام الشاشه الزغيره لمشاهدة الممثل اللي قدر يفوت على كل البيوت بعبارة «كيفك يا شخص؟».

- من مسلسلاته: إضافة الى برنامج «يا مدير» قدّم شوشو بالتلفزيون حلقات فكاهيه، ومسلسل «المشوار الطويل» الى جانب الممثل محمود الميليجي، «شارع العز».

شوشو في السينما: من النجاح التلفزيوني انتقل الى السينما ودخل شوشو بأوّل مغامره كان عنوانا «شوشو والمليون» وأعطت هالمغامره نجاح غير متوقّع وكان الفيلم أوّل فيلم عربي بينعرض بإحدى صالات الحمرا.

بعد هالفيلم مثل شوشو خمس أفلام هيي: يا سلام ع الحب، مغامرات السعاده، سلام بعد الموت، زمان يا حب، وسيدتي الجميلة مع الممثلة نيللي.

النقاد العرب اللي شافو أفلام شوشو كتبو: «لو توفر لهالفنان امكانات سينمائيه رفيعة المستوى، أو لو قدر يوصال الى عاصمة السينما لكان أشهر ممثل كوميدي بهالعصر».

ما انقطع شوشو خلال هالمرحله عن التعامل مع الفنان محمد شامل الى ان أحب بنتو فاطمه، وأمام معارضه من الأب والأم خطفا وتزوجا، وترك التلفزيون ورجع يتابع عملو بالبنك كموظف إداري، إضافه الى تقديم بعض الاسكتشات الهزليه بالملاهي الليليه، ويحصد النجاح من الناس والمتاعب من الأمن العام الكان يستدعيه ويستجوبو بسبب انتقاداتو السياسيه والاجتماعيه.

في المسرح الوطني: ما اقتنع شوشو بالحاله اللي انفرضت عليه، اتطلّع للأبعد، وبإحدى المرّات دخل على مدير صالة دنيا وشهرزاد وطلب منّو يستأجر صالة شهرزاد مقابل ستين بالميه لصاحب الصاله وأربعين بالميه لشوشو وتحويلا من سينما للأفلام الى مسرح وطني دائم.

وهيك صار وبلّش المسرح الوطني مع شوشو وصديقو الكاتب وجيه رضوان والمخرج نزار ميقاتي.

نزار ميقاتي: كان نزار ميقاتي ترك طرابلس بمنتصف الخمسينات بعد ما مارس التعليم فتره إضافه الى تقديمو مسرحيتين بمدرسة الفرير ـ طرابلس.

شوشو بك في صوفر: أوّل عمل اختارو ميقاتي لشوشو كان تعريب مسرحيه أجنبيه وصار عنوانا «شوشو بك في صوفر» وتقرّر حفل الافتتاح ب 11 تشرين الأول سنة 1965 وكانت الفرقه مؤلفه إضافه الى شوشو من عوني المصري، علي دياب، محسن سمراني، ابراهيم مرعشلي، سمير شمص، ناديا حمدي، جيزال نصر، عادل سابا، وزياد مكوك.
شخصيات تهنىء شوشو: بعد تقديم العمل الأول انتظر الشاعر جورج شحاده خروج شوشو من وراء الكواليس تيهنّيه ويقلو:«انت ممثل كوميدي عالمي»، وعرض عليه ياخدو الى باريس يعلّمو الفرنسيه وتنطلق شهرتو عالمياً، ولكن شوشو رفض واستمر بتقديم عملو الاول مدة 6 اشهر كامله.

مخائيل نعيمه حضر العمل الاول وكتب: «بشكركن لأنكن أتحتولي ليله عظيمه متل هالليله».

شخصيات في مسرح شوشو: استقطب مسرح شوشو عشرات الالاف من اللبنانيين، واعتبرو المسرح الشعبي الأول في لبنان، وأيضاً مسرح المثقفين.

وبخلال عشر سنوات قدّم شوشو حوالى 20 مسرحيه معظما من البولفار الفرنسي إضافة الى أعمال سياسيه كانت تجمع الفكاهة الى النقد الراقي، وحولها اجتمع عدد كبير من رجال السياسه والمجتمع، والكل اشادو بقدرة شوشو وبشخصيتو الخاصه.

شارك شوشو بكتابة واخراج هالأعمال الناجحه:
وجيه رضوان، نزار ميقاتي، نقولا يواكيم، محمد كريّم، محمد شامل، وروجيه عسّاف.

صور من مسرحيات شوشو: من أعمال شوشو المسرحيه منذكر: مريض بالوهم، شوشو عريس، الدكتور شوشو، الأستاذ شوشو، شوشو والقطة، حيط الجيران، شوشو والعصافير، الحق عالطليان، حب تحت الصفر، اللعب ع الحبلين، كفيار وعدس، فرقت نمره، جوّه وبرّه، وصلت للتسعه وتسعين، و «آخ يا بلدنا» اللي قدّمها سنة 1973 وهيي مترجمه الى العربيـــه، وقـــام بالترجمه نقــولا يواكيم واخرجها روجيه عسّاف، وكتب اغنيتها الشهيره الشاعر ميشال طعمه. ولكن الاسطوانه تصادرت من الأسواق واعتبرت مخالفه للقوانين... والمصادره تمت بعدما كل الناس كانت حفظت الأغنيه ورددتها.

الى جانب المسرح السياسي والاجتماعي قدّم شوشو مسرحيتين للأطفال، ونالو نجاح كبير، وسجل اسطوانتين الأولى بعنوان «ألف باء» والتانيه بعنوان «انكغا أبّا أبّا».

بحديث إذاعي بيقول شوشو: «مسرح الطفل هوّي المسرح الأصعب، وعند ما بكون بصدد تقديم مسرحيه للأطفال برجف وبخاف، وبيصيبني الرعب، بيكون وزني قبل المسرحيه 49 كيلو، وبعدا بيصير 44».

الأطفال حبّوه، قلّدوه، وغنّو معو وغنّولو أغانيه.

من صور شوشو المسرحية:
إضافة الى نشاط شوشو المسرحي والسينمائي والتلفزيوني قدّم بالاذاعه اللبنانيه اسكتشات فكاهيه، وبرنامجين الأول بعنوان: «شوشو بوند»، والثاني «خلي بالك من شوشو»...

الوسام: مع سعيد عقل و شهادة اليونيسف: ونال سنة 1968 وسام الاستحقاق اللبناني وبعد 3 سنوات منحو الشاعر سعيد عقل جايزتو الشهريه، وسنة 1973 حاز على شهادة شرف من منظمة اليونيسف العالميه.

آخر صور شوشو: شارك شوشو بتمث من فيلم سينمائي وأكتر من مسلسل تلفزيوني، وأعمالو تقدّمت خارج لبنان، وبرغم كل هالنشاط كانت الديون تتراكم عليه فأصيب بنوبه قلبيه ودفع ثمن كفاحو ونجاحو من أجل إضحاك الناس.

ويوم الأحد 2 تشرين الثاني 1975، تسكّر كتاب الحياة، وانضاف اسم على دفتر الذكريات، وبعد ست سنوات على غيابو صدر اول عمل تكريمي لشوشو وكان كتاب جمع سيرة حياتو ومحطات مهمه من مسيرتو الفنيه كتبو صديقو الدكتور فاروق الجمّال تحت عنوان «شوشو... آخ يا بلدنا»، وأعاد ابنو خضر تنفيذ بعض أعمالو احياء لذكراه وعرضت شاشات التلفزيون اعمالو الباقيه بذاكرة الناس صوره حلوه من زمن ما بيتكرر.