جنكيز خان.......مؤسس إمبراطورية المغول
هو القائد المغولي العسكري الشهير اسمه الأصلي تيموجين ومعناه الفولاذ الخالص وأما جنكيز فهو لقب منح له عند تنصيبه ملكاً. وكان أبوه أحد زعماء القبائل وقد اغتالته إحدى القبائل عندما كان تيموجين في التاسعة من عمره فعاش هو وأسرته في خوف وذعر دائمين.
لم تكن هذه البداية مروعة بما يكفي لتجعل العنف والوحشية والرغبة في الانتقام كأكثر السمات وضوحا لأقوى رجال العالم في ذلك الوقت فقد اختطف... تيموجين من إحدى القبائل و لكي يمنعوه من الهرب سجنوه ولفوا إطارا خشبيا حول عنقه.
عاش جنكيز خان ما بين عامي 1165 و 1227 ميلادية . استطاع جنكيز خان أن يوحد القبائل المنغولية و أنشا الإمبراطورية المغولية وذلك بغزوه معظم آسيا – بما في ذلك الصين، روسيا، فارس، الشرق الأوسط و شرق أوروبا. وهو جد كوبلاي خان أول إمبراطور لعهد اليوان Yuan في الصين.
بدأت قوته في الظهور عندما فكر في الهروب من السجن باتفاقه مع صديق والده "طوغريل"
مضت السنوات والقبائل المغولية في حروب مستمرة برز خلالها تيموجين كقائد موهوب أثبت للقبائل كلها أنه من الممكن أن يوضع مستقبل هذه القبائل بين يديه.
استطاع تيموجين بالشجاعة والجرأة والدبلوماسية أن يوحد قبائل المغول والتتار المتنازعة فتوجه زعماء القبائل ملكا عليهم وأسموه جنكيز خان أي إمبراطور الدنيا-1206م. بعدها انتقل جنكيز خان بالحروب إلى خارج بلاده فانتهت الحروب الأهلية فاستهل معاركه الكبرى بمحاربة إحدى ولايات شمال الصين واستولى عليها.ثم اتجه غربا، فدمَّر الدولة الخوارزمية واحتل ممالكها على التتابع: بلاد ما وراء النهر ثم خراسان ، وفي الوقت الذي انشغلت فيه جيوشه شمالا وغربا بغزو الصين زحفت قوات أخرى إلى بلاد فارس فاكتسحتها وأسقط إمبراطورية فارس عام 1219م.
وفي اثناء زحف قواته لغزو روسيا استولى على أفغانستان وشمال الهند وعاد إلى بلاده 1225م وتوفي هناك عام 1227م.
قبل وفاته بقليل أمر بتولي ابنه الثالث أوجادي الحكم من بعده الذي أثبت أنه كان اختيارا حكيما فاستمر على نهج أبيه ووصلت فتوحاته عام 1241م غلى المجر وبولندا وألمانيا وفي نفس العام انسحب المغول ومات أوجادي.
لقب هذا بلقب "قاهر العالم".. أما سر التسمية فهو أنه أحد أكبر طغاة التاريخ، الذين لم تسلم الإنسانية من شرهم، وعاثوا في الأرض فساداً، وكانوا وبالاً على شعبهم وسائر شعوب الأرض التي اجتاحها بجحافل جيوشه هو وأولاده من بعده!! ويكفي أن عدد ضحايا مذابح الإمبراطورية، التي أسسها جنكيز، يزيد عن 81 مليون قتيل، ناهيك عن المدن التي دمرتها جيوشه، والعروش التي أسقطتها عصاباته ومعالم الحضارات القديمة التي خربتها!!
لقد اجتمعت في شخصية هذا الطاغية المغولي الدموي كل صور وأشكال الشر عندما يتملك من النفس، فيتخلى صاحبها عن أدميته ويتحول إلى وحش كاسر، يتغذى على أشلاء ضحاياه بعد أن يسفك دماءهم.. أما ذريته من بعده، فلم يكونوا أقل منه شراً، بل ساروا على النهج غير الآدمي، الذي خطه له، فأكملوا مخططاته الشيطانية، وأكملوا غزوهم للعالم واحتلال أراضيه، وذبح مواطنيه، ونهب ثرواته!!
فقد ظل هذا الإمبراطور يجلس على عرش من الجماجم البشرية حتى جاوز الستين من عمره، قبل أن يسلم الراية المخضبة بدماء ضحاياه لأولاده ليواصلوا طغيانه إلى أن هداهم الله ودخلوا الإسلام، وخُمدتْ نار الشر التي تملكتهم ردحاً من الزمن..
إنه إمبراطور أتقن فن القتل والسلب والنهب والتدمير والتخريب، وكان بحق "عدو الإنسانية" و"ومخرب الحضارات"!
في التاريخ أفراد مثل جنكيز خان سواء كانوا قوادا أو مجانين قاموا بغزو مساحات هائلة من الأرض وحققوا انتصارات عسكرية هائلة ويذكر مايكل هارت(*) منهم مع جنكيز خان "هتلر ونابليون والإسكندر المقدوني" ولكن بالرغم من أن هناك من يكرههم إلا أنه لا يمكن إنكار دورهم العظيم في التأثير على مقدرات البشر ويبرر الكاتب كون جنكيز خان في المقدمة وسبقه الثلاثة الباقين لأن أثره كان أطول وأعمق والأهم من ذلك أنه ظل وقتا طويلا فهتلر ونابليون هزما وهما على قيد الحياة والإسكندر لم يهزم قط إلا انه لم يترك خليفة له بعد موته فانحسرت فتوحاته سريعا.
هناك أثر غير مباشر لجنكيز خان أنه وحد التجارة بين البلاد التي فتحها فهناك الرحالة مارك بولو الذي ذهب إلى الصين وعاد إلى أوروبا ليروي حكايات عن ثرائها الفاحش.
ولأن قبائل المغول وحدت على أيديه فإنه يعتبر واحدا ممن حركوا التاريخ الإنساني بفتوحاته. هذا هو "جنكيز خان" الذي قضى على الدولة الخوارزمية وبنى ملكاً مهد لخراب الديار الإسلامية من بعده.
المصادر:
1- منصور عبد الحكيم: "جنكيز خان.. إمبراطور الشر وقاهر العالم" . عن دار الكتاب العربي للنشر والتوزيع.
2- *الخالدون مائة أعظمهم محمد-صلى الله عليه وسلم- تأليف مايكل هارت ترجمة أنيس منصور.