قصة الحكيم والعقرب (من التراث الهندي)
كان هناك عجوز حكيم يقيم في صومعة مع بعض من رفاقه على ضفة نهر . . وذات يوم، فيما الحكيم يدنو من البحر ليستحم،إذا به يبصر عقربًا تسعى نحو الماء، وفجأة وقع العقرب في الماء ..وأخذ يتخبط محاولاً أن ينقذ نفسه من الغرق ؟!قرر الحكيم أن ينقذ العقرب .. فالتقط الحكيم الحيوان الصغير بيده اليمنى ووضعه على صخرة عالية. أما العقرب فقد أخرجت ذيلها بسرعة ولدغتْه لدغة شديدة في يده التي التقطها بها. ..سحب الحكيم يده صارخاً من شدّة الألم. ثم ذهب الحكيم إلى البحر واغتسل وهو يتوجع من هذه اللدغة. وعندما همَّ بالرجوع إلى صومعته رأى مرة أخرى العقرب تنزل من على الصخرة وتعود ساعية نحو الماء، فتحركت في قلبه مشاعر الشفقة والرحمة، وحاول أن ينقذ حياة العقرب. التقطها هذه المرة بيده اليسرى، ليُلدَغ ثانية لدغة شديدة.على مقربة منه كان يجلس رجل آخر من رفاقه متحيرا وهو يراقب ما يحدث ؟؟
فلما بلغ الحكيم الصومعة سأله عن سبب إصراره على التقاط العقرب بيده اليسرى، حتى بعد أن لُدِغ في يده اليمنى، فربت على كتفه وقال: "العقرب كانت تتبع طبعها، وأنا كنت أتبع طبعي." إن اللدغ من صميم فطرة العقرب عندما تحس بخطر يهدد حياتها؛ لكن فطرة الإنسان السليمة هي صون الحياة، حتى وإنْ لُدِغَ وهو يقوم بذلك.
فلماذا تريدني أن أسمح لطبعه أن يتغلب على طبعي!!
الحكمة
عَامِل النَاس بطبعِكْ لا بطباعهِمْ ،
مَهْمَا كَانوا ومهما تعدَدَت تصرفاتهمْ التيّ تجرحكْ
وتُؤلمكْ في بعضْ الأحيّان ،
ولا تَأبَه لتلكْ الأصْوَات التي تعتليّ طَالبة منكْ
أن تتْرك صفَاتكْ الحسنةْ لأن الطرفْ الآخرْ
لا يستحقْ تصرفَاتك النَبيلة ؟
المصدر