توصف
حوادث السير في لبنان بأنها القاتل الأول دون منازع فعدد ضحاياها ناهز 900
قتيل عام 2010 بحسب جمعية يازا الشبابية للتوعية الاجتماعية، وهو يفوق
بكثير عدد القتلى الذين يقضون بجرائم جنائية بمعدل سنوي يصل إلى مئة
وتسعين قتيلا.
واللافت ان اكثر من 88 بالمئة
من حوادث السير هي ناتجة عن اخطاء السائقين سواء بسبب السرعة الزائدة او
عدم التقيد بشارات المرور أو قيادة السيارة في حالة الثمالة.
وفي
مقابل المسؤولية التي تقع على السائقين ، فان الجمعيات الاهلية الناشطة في
مجال التوعية تدعو "الى قيام الدولة بتأمين الطرقات السليمة وانارتها،
وزيادة عدد الجسور الخاصة بالمشاة، وتأهيل الطرقات السريعة لأنها تسجل
أكبر عدد من الحوادث، خاصة وان هذه الظاهرة ما زالت تتفاقم في لبنان وكثير
من الدول العربية".
وزير الداخلية في حكومة
تصريف الاعمال اللبنانية تحدث مؤخرا عن سقوط اكثر من 30 الف قتيل في
العالم العربي جراء حوادث السير وفقا لاحصائية من مجلس وزراء الداخلية
العرب، وهو امر ادى الى وقوع خسائر تصل الى 25 بليون دولار".
لكن
جمعية يازا الشبابية للتوعية الاجتماعية "تحدثت ان العدد يفوق ذلك بكثير
ليصل عدد القتلى والجرحى بحوادث السير في العالم العربي الى 70 الف قتيل
ومليوني جريح".
ويحذر زياد عقل - رئيس جمعية
يازا من تفاقم خطورة هذا الظاهرة في لبنان ويقول ل بي بي سي :" ان عدد
قتلى حوادث السير في لبنان بلغ 900 قتيل واكثر من عشرة الاف جريح عام
2010"،ويشير عقل الى" ان اللجان النيابية في البرلمان اللبناني تعكف على
دراسة مشروع جديد لقانون السير قًدمته الجمعية و ينص على اتخاذ اجراءات
حازمة بحق من لا يلتزم بقوانين السير، والتشدد في منح رخص القيادة ،
والسماح بسحبها من المخالفين في حال تكرار المخالفة ".
وهناك
قائمة طويلة من انواع الحوادث القاتلة في لبنان يطال بعضها طلبة مدارس
سواء اثناء ترجلهم من حافلات النقل المدرسية او بسبب عدم صيانة تلك
الحافلات بالشكل المطلوب ما يؤدي الى تعرضها لحوادث انزلاق او فقدان
السيطرة .
وجرى مؤخرا التشدد في التعاطي مع
مخالفات السير بعد ادخال رادارات رصد السرعة الزائدة اذ اعلنت المديرية
العامة لقوى الأمن الداخلي "أن مفارز السير تواصل عملها في ضبط مخالفات
السرعة الزائدة للحد من حوادث السير بواسطة الرادارات التي تعمل ليلا
نهارا وبينت الاحصائيات أن عدد القتلى والجرحى الناتج عن حوادث السير هو
بحالة تراجع مستمر منذ البدء بعمل رادارات السرعة، نتيجة تجاوب المواطنين،
وعلى سبيل المثال لا الحصر فان عدد المخالفات التي تم ضبطها حتى تاريخ
الثامن من اذار- مارس الماضي بلغ 126842 مخالفة.
وبرأي
كثيرين فان التشدد في تطبيق قوانين انظمة السير سيؤدي الى الحد منها ، لكن
هناك من يعتقد جازما بضرورة ترسيخ زيادة الوعي تجاه مسؤولية قيادة
السيارات واعتبارها دائما: فناً وذوقاً واخلاقاً.
بي بي سي -بيروت