حازت المخرجة اللبنانية نادين لبكي على جائزة "فرنسوا شاليه" François Chalais ، في مهرجان كان السينمائي الدولي عن فيلمها الأخير "وهلأ لوين؟ والذي يعرض ضمن فعالية
"نظرة ما" الفعالية الثانية من حيث الأهمية في مهرجان كان السينمائي..
يُذكر أنه قد سبق منح هذه الجائزة إلى عدد كبير من أهم مخرجي السينما العالمية ومنهم المخرج المصري يوسف شاهين في العام1999 عن فيلمه 'الآخر'، كما أنه سبق أن نالها لبناني آخر هو زياد دويري عام 1998عن فيلمه "بيروت الغربية"، وفرانسوا شاليه هو أحد نقاد ومؤرخي السينما الفرنسيةوقد توفى العام 1997.
وتعد هذه المشاركة الثانية للمخرجة نادين لبكي في مهرجان كان بعد فيلمها "سكّر بنات" والذي عُرِضَ ضمن فعالية "نصف شهر المخرجين" في سنة 2007. ورافق نادين لبكي زوجها المؤلف الموسيقي خالد المزنر وشقيقتها المخرجة كارولين لبكي.
وينقل الفيلم مشاهديه ببساطة وعفوية إلى عالم العلاقات الدينية المتشعبة في الشرق، وتدور القصة حول مجموعة من النساء تحاول تخطّي الانقسامات الدينية التي ولدّتها الحرب الأهلية وتسعى إلى إلهاء رجالهن عن إثارة الفتنة.
وبيَّن مانحو الجائزة للفيلم بأنه قصة خيالية عالمية بها رحيق من الأمل الممزوج بالكثير من الواقعية. ومن 'كان' صرّحت نادين أن فكرة الفيلم جاءت من البيئة التي نعيش فيها في لبنان والتي للأسف هي تربة خصبة للصراعات الطائفية، فكل يوم نسمع أخباراً عن مجموعة تمّ قتلها على يد مجموعةأخرى قامت بفتح النار عليهم بسبب اختلاف في الانتماءات، وكأي أم أصابني القلق على مصير طفلي، فأنا لا أريده عندما يكبر أن يأخذ سلاحاً ويدخل في صراع مع من يختلفون عنه في اعتقاداته، أريده أن يحيا حياة عادية، لذا قررت أن أصنع فيلماً كصرخة نداء ضد هذه الصراعات الطائفية، أريد أن أقول أننا كلنا أبناء وطن واحد وأن خراب هذا الوطن سيودى بنا جميعاً، بغض النظر عن انتمائنا وديانتنا'.
"وهلأ لوين" هو الفيلم العربي الوحيد المشارك في مهرجان كان السينمائي. وأنهت المخرجة نادين لبكي تصويره في وقت قياسي دام ثلاثة أشهر ليتمّكن من المشاركة في المهرجان. وبلغت تكلفة الفيلم أربعة ملايين يورو. وقد اعتمدت لبكي على ممثلّين غير محترفين أدّوا أدوراهم ببراعة لا تدّل على عدم خبرتهم في هذا المجال. ممثلّون يتحرّكون في ديكور طبيعي ويخدمون
قصة تجتمع فيها الدراما الممزوجة بكوميديا رقيقة تصل في بعض الأحيان إلى حدّ الهزلية الطريفة.
وعند سؤالها عن رأيها في استقبال الجمهور للفيلم في 'كان' قالت:' استقبال رائع وسعدت به للغاية، فلقد وجدت ردود فعل ممتازة وما أسعدني أكثر هو تفهّم الجمهور الأجنبي للمشكلة التي يتعرض لها الفيلم،ولاحظت أثناء متابعتي للفيلم اندماج الجمهور الفرنسي والأجنبي بصفة عامة مع قصة الفيلم رغم أنهم لا يعانون بشكل صريح من مشاكل الطائفية الدينية التي أناقشها، بل
لمست تفهمهم للكوميديا والمواقف المضحكة بالفيلم رغم أنها من صميم البيئة اللبنانية والعربية. أعتقد أن ذلك يعود إلى أن مشكلة التعصب مشكلة عالمية، ليس شرطاً التعصب
الديني الذي أناقشه في 'وهلأ لوين؟' ولكن أي تعصب لانتماء معين. أسود أم أبيض..رأسمالي أم اشتراكي.. أو حتى التعصب لفريق كرة.. ربما لذلك قد يكون الفيلم قد لمس مختلف الجمهور بغض النظر عن جنسيته
فرانس 24.
.
ايلاف