اعتبر المدير العام الاسبق للامن العام اللواء الركن جميل السيد ان التّصرفات المشينة التي أقدم عليها المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي ورئيس شعبة المعلومات العقيد وسام الحسن وأزلامهما في وزارة الاتصالات وفي الشوارع المحيطة بها، إنّما هي تصرفات رجال عصابات بامتياز، مع الفارق بان احدهم برتبة لواء والآخر برتبة عقيد ، مستهجناً مقارنة اللواء ريفي بين مواجهته لوزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال شربل نحاس ومواجهته المزعومة لشاكر العبسي وفتح الاسلام في حين أن شرف تلك المواجهة وقع كلّه على الجيش اللبناني وشهدائه فيما شجاعة اللواء ريفي حينذاك لم تتجاوز جدران مكتبه والتحصينات الخيالية حوله .
وإذ كرّر اللواء السيد نعْيَه السابق لوفاة الدولة اللبنانية وانهيار مؤسساتها وتفاهة الكثير من مسؤوليها، فقد جزم بالمقابل بأنّ تطاوُل اللواء ريفي والعقيد الحسن على الوزير شربل نحاس لم يكن ليحصل لو كان هذا الوزير سنيّاً أو شيعياً او درزياً ، لكن ومع الأسف فقد صادف انه من الطائفة المسيحية مّما دفعهما الى استسهال العنتريّات لإهانته والتمرجل عليه .
وختم اللواء السيد متسائلاً عن قيمة ومعنى المناصب والكراسي في هذه الدولة، وعن جدوى استمرار بعض القيادات الرسمية في مواقعها طالما ان الجميع فيها بات عاجزاً عن أية معالجة للأزمة السياسية والأخلاقية والمؤسساتية الراهنة ، في حين انّ نار الفوضى والفساد والتعصُّب التي تلتهم الدولة قد وصلت الى درجة انّ العناصر الأمنية الرسمية باتت تشتبك مع بعضها البعض في الشوارع وأمام انظار المواطنين في سابقةٍ لم يشهد لبنان لها مثيلاً منذ القرون الوسطى ، متسائلاً عمّا سيفعله فخامة الرئيس أمام هذا الوضع بصفته العسكري الاوّل ، وهل سينتظر أيضاّ الوفاق الوطني الوهمي لمحاسبة وإقصاء ريفي والحسن بينما كان من الواجب محاكمتهما منذ زمن بعيد على جريمة شهود الزور في جريمة اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري؟؟