في وقت لا تزال باكستان تشهد سجالاً حول قتل قوات كوماندوس أميركية زعيم
تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن على أراضيها مطلع الشهر الجاري، ما عزز
اتهام أجهزتها بالتستر لسنوات على مكان إقامة بن لادن قرب العاصمة إسلام
آباد، نقلت وسائل إعلام عن مصدر في الاستخبارات الأفغانية قوله إن
«الاستخبارات الباكستانية قتلت زعيم طالبان الملا محمد عمر قرب مدينة
كويتا في إقليم بالوشستان (جنوب غرب)، لدى محاولته الهرب عبرها الى إقليم
شمال وزيرستان (شمال غرب) المحاذي للحدود مع افغانستان».
وامتنعت وكالة الاستخبارات الأفغانية رسمياً عن تأكيد مقتل الملا
عمر، مكتفية بإعلان «اختفائه من مخبئه في باكستان منذ أربعة أو خمسة
أيام»، فيما نفت حركة «طالبان» في أفغانستان وباكستان النبأ الذي اعتبرته
«مجرد دعاية»، مؤكدة وجود زعيمها في أفغانستان حيث «يقود المجاهدين».
وربطت الحركة النبأ بمحاولة «إضعاف الروح المعنوية لمقاتليها» الذين تكثفت
عملياتهم سواء ضمن حملة «هجوم الربيع» التي تتركز في أفغانستان، أو ضمن
عمليات الانتقام في باكستان لمقتل بن لادن. وآخر هذه العمليات الهجوم الذي
استهدف أول من أمس قاعدة مهران الجوية التابعة لسلاح البحرية في كراتشي،
والذي أعلن الجيش الباكستاني انتهاءه أمس بمقتل حوالى 15 مسلحاً و10 من
جنوده.
واعتبر الهجوم على القاعدة في كراتشي الأكبر الذي استهدف منشأة
عسكرية منذ تفجير مقر قيادة الجيش الباكستاني في راولبندي قبل سنة ونصف
سنة تقريباً. ويتوقع أن يؤدي إلى مساءلات أمنية وسياسية، ويزيد الحرج
الداخلي والخارجي للمؤسسة العسكرية التي تسعى واشنطن والحكومة المدنية في
باكستان الى وضعها تحت إمرة هذه الحكومة، وهو ما تعارضه قيادة الجيش وعدد
من التيارات السياسية.
دنيا الوطن