حنظلة كما أراه ابن الـ 10 سنوات الذي يمثل مر ناجي العلي عند ترك وطنه فلسطين. أصبح حنظلة توقيع لكل رسوم الفنان ناجي. و لكن هذا التوقيع يحمل الكثير الكثير من المعاني.
قال ناجي عن حنظلة " وُلد حنظلة في العاشرة في عمره و سيظل دائما في العاشرة من عمره، ففي تلك السن غادر فلسطين و حين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد العاشرة ثم يبدأ في الكبر، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء ".
و أما عن سبب تكتيف يديه فيقول ناجي " كتفته بعد حرب اكتوبر 1973 لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع و تطبيع شاملة، و هنا كان نكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة فهو ثأر و ليس مطبع ".
رغم أن ما قاله الفنان ناجي العلي يوضح أن حنظلة فلسطيني الهوية. و لكني أراه عربي. نراه حافياً و ثيابه ممزقة و هذا هو حال الشعب العربي.
فليس الاحتلال هو احتلالاً أجنبياً و حسب. الاحتلال هو احتلال الفكر و الحرية و التعبير و غيرها. و هذا الاحتلال ألعن من غيره لأنه سبب كل بلية.
بالاضافة إلى ما قاله الفنان ناجي عن حنظلة و هو مكتوف اليد مديرا بظهره، أشعر أنه مستاء من الوضع و من الحكام و من برود و خوف الشارع العربي و ربما أخفى دموعه البريئة و لن نتمكن من رؤيتها و هو في هذا الوضع. و ربما يضحك ضحكة ساخر من الوضع المستاء. و ربما يتطلع إلى مالم نستطع أن نتطلع إليه و نراه، ربما إلى غضب و ثورة ضد الحكام العرب أولاً لنتحرر و من ثم ثورة عربية شاملة تقود إلى حرب تحرير.
و نرى في بعض الأحيان حنظلة يشارك في الكلام و لكنه مازال مديراً ظهره. و ربما كان كلامه استفساراً أو تعليقاً تهكمياً. و قد نجد في بعض الأحيان يسند طفلةً أو امرأة أو شيخاً فهذا حال العربي في مؤازرة أخيه العربي.
و مرات نراه يكتب على الجدران.
أغتيل ناجي العلي لأنه لم يكن ليُلوّن رسومه كما تريد الأنظمة العربية المتواطئة مع أمريكا المساندة لاسرائيل.
و لكن حنظلة أصبح رمزاً ليس فقط لناجي العلي بل لكل مواطن عربي مستاء و رافض للوضع في العالم العربي. و هذا الرمز لن تطاله أي يد لكي تغتاله.