Rania Chokr Moderator
عدد المساهمات : 139 مشاركة : 411 التقيم : 45 تاريخ التسجيل : 05/05/2011 العمر : 43 الموقع : https://moghtareb.yoo7.com
| موضوع: أفلاطونيات الأحد مايو 22, 2011 7:50 pm | |
| تعد فلسفة أفلاطون تجسيدا لصدى الأزمات العنيفة والفترات العصيبة التي مرت على مدينته الخالدة أثينا.ولقد ظهرت فلسفته وسادت في كل العصور التي تشابهت مع ظروف عصره .. عصر أصبح فيه الحكيم لا يرى غير الظلام الدامس والاضطرابات ..فلا يجد سبيلا غير اللجوء إلى ذاته يفر إليها باحثا عن سبيل لتحقيق أحلامه وآماله التي لم يعد لها مكانا في عصره.ويعتبر أفلاطون من أشهر فلاسفة اليونان على الإطلاق ، عاش في الفترة ما بين 428- 347 ق.م ولد في أثينا لعائلة أرستقراطية عريقة لها شأن في السياسة والحكمة ، تثقَّف ثقافة واسـعة حيـث تعلـم الرياضة والشعر، واطلع على المذاهب الفلسفية، ولما بلغ سن العشـرين تعـرف علـى سقراط، فلازمه وتتلمذ عليه مدة ثمانية أعوام، نقل خلالها الكثير من أفكـاره وتعاليمـه، والتي تركت بدورها أثرًا كبيرًا في حيـاة أفلاطون وتفكيره الفلسفي.وقد عرف من خلال مخطوطاته التي جمعت بين الفلسفة والشعر والفن. وكانت كتاباته على شكل حوارات ورسائل وإبيغرامات (الابيغرام: هو قصيدة قصيرة محكمة تنتهي بحكمة بارعة أوساخرة).وبعد موت أستاذه سقراط غادر أفلاطون أثينا إلى ميجارا، وأقـام بهـا عنـد الفيلسوف إقليدس، الذي أسس مدرسة فلسفية في هذه المدينة، ثم غادرها إلى مصر التي درس فيها الرياضة دراسة وافية، واطلع على علومها ودياناتها، وفـي سـنة 370 ق.م، غادر مصر إلى إيطاليا، وهناك تعرف على الفيثاغورثيين و ودرس مذاهبهم. لقد جمع أفلاطون من خلال رحلاته وتنقلاته بين ثقافات الشرق والغرب الأمر الذي أسهم في فلسفته التي جاءت متعددة الجوانب الفكرية ومتعددة الموضوعات، وممـا جعل فلسفته تمتاز عن فلسفة الذين سبقوه من اليونانيين؛ إذ تناول في فلسفته الطبيعة وما وراء الطبيعة، والإنسان والقيم والمثل والسياسة والمدنية ... وغير ذلـك مـن الموضـوعات الفلسفية. وفي سنة 378 ق.م رجع أفلاطون إلى أثينا، وبها أنشأ مدرسته الفلسفية، التـي كانت تطل على حديقة "أكاديموس "أحد أبطال اليونان، فسميت لذلك بالأكاديمية، وقـد جعلهـا دينية علمية تدرس فيها جميع العلوم وأقام فيها معبدًا، وظل يعلِّم فيها ويكتـب أربعـين سنة، وقد أقبل عليها الطلاب رجال ونساء، يونان وأجانب، وظل فيها إلى أن توفي سنة 347 ق.م.تمثل مؤلفات أفلاطون تجسيدا لمراحل حياته الفكرية الثلاث: فالمجموعة الأولى من مؤلفاته هي التي كتبت في الفترة التي أمضاها في أثينـا، والتـي أحاطت بموت أستاذه سقراط وقبل رحلاته خارج أثينا، وتمثل كتبه في تلك الفترة فلسـفة أستاذه سقراط. حيث تأثر أفلاطون بفكر أستاذه سقراط وفلسفته إلى درجة يصعب معها الفصل بين أفكار أفلاطون و أفكار أستاذه. كما تأثر أفلاطون كثيرًا بالحُكم الجائر الذي صدر بحقِّ سقراط وأدى إلى موته؛ الأمر الذي جعله يعي أن الدول محكومة بشكل سيئ، وأنه من أجل استتباب النظام والعدالة ينبغي أن تصبح الفلسفة أساسًا للسياسة.أما المجموعة الثانيـة فقد كتبها بعد رحلته إلى ميجارا وغيرها من البلاد، وآراؤه فيها خليط من آراء أستاذه سقراط وصديقه أقليدس الذي تعرَّف عليه في ميجارا ، وآرائـه الشخصية التي تمثل فلسفته وتفكيره الخاص.وأما المجموعة الثالثة: فقد كتبها بعد استقراره في أثينا، ووصله إلى درجـة من النضج والصفاء الذهني، وتلك المجموعة من المؤلفات هي التي تعبر عن استقلاله في التفكير الفلسفي.واشتملت فلسفة أفلاطون على عدة موضوعات من أهمها ما يلي:1 ـ نظريته في المعرفة من حيث مراحلها وكيفية تحصيلها.حيث يرى أفلاطون بأنه لا يجوز اعتبار الحواس وحدها أساساً للمعرفة و إنه لا بد من توسط العقل لتصحيح الإدراك الخاطئ و لإعطاء صورة حقيقية عن المُدرك . إن لهذه الحقيقة العقلية وجوداً ذاتياً مستقلاً أصيلاً , مما حدا بأفلاطون للانطلاق إلى نظرية الحقائق الكلية أو نظرية المُثل . و لكن هل إلى معرفة هذه الحقائق الكلية من سبيل ؟ أجل إن النفس قبل أن تحل في الجسد كانت تعيش في عالم المُثل العقلي مدركةً لجميع الحقائق و لمّا التصقت بالجسد نسيت ما كانت تعرفه، فاستعانت بالفلسفة على تذكرها. إذاً فالمعرفة هي تذكر الحقائق الأزلية و ما وظيفة المعلم أو المرشد إلا تسهيل سبيل التذكر و لما كانت الكليات واحدة لا تتغير فإن المعرفة أيضا واحدة و ثابتة.أما أنواع المعرفة عند أفلاطون فهي أربعة: الإحساس و هو إدراك عوارض الأجسام أو أشباحها. الظن وهو نعمة إلهية و ليس اكتساباً عقلياً و هو بمثابة قلق في النفس يدفعها إلى طلب العلم.الاستدلال و فيه يتبع منهج الرياضيين في حل المشاكل بالإيجاب أو السلب.التعقل و هو إدراك الماهيات المجردة من كل مادة و هو أسمى درجات المعرفة .2 ـ نظريته في المثل، وهي البحث عن الحقيقة المطلقة فيما وراء الطبيعة.يعتقد أفلاطون أننا نسمي عدة أشياء بمسمى واحد لأنها تتضمن شيئاً مشتركاً, وهذا الشئ المشترك يمثل كمال هذه الصفة، وأطلق على هذا الشئ اسم "المثال". كما اعتقد أنه لا يمكن معرفة المُثُل بالحواس بل يمكن معرفتها فقط بالذهن، فهذه المُثُل غير موجودة في الواقع، والأشياء الموجودة لا تعكس سوى قدر ضئيل من المواصفات الحقيقية للمثال، تماماً مثلما نرى فوهة الكهف التي لا تمثل إلا جزءاً ضئيلاً من الكهف نفسه. ونظراً لثبات وكمال هذه المثل فإن المعرفة الحقيقية هي معرفة المُثُـل والأخلاق. وقد أسس أفلاطون نظريته الأخلاقية على الفرض القائل بأن كل البشر يرغبون في السعادة. وقد رأى أن السعادة هي النتيجة الطبيعية لحالة الروح المتمتعة بالصحة. وبما أن اكتساب الفضائل الأخلاقية ينتج عنها صحة الروح فإن على كل الناس أن يرغبوا أن يكونوا فاضلين. وقد قال أفلاطون: إن الناس أحيانًا لا يبحثون عن الفضيلة، لأنهم لا يعرفون أن الفضيلة تُحدث السعادة.ومن ثم ـ تبعًا لرأي أفلاطون ـ فإن المشكلة الرئيسية للأخلاق هي مشكلة المعرفة.3 ـ نظريته في الطبيعة، وموضوعها الطبيعة، وتبحث في ظواهر الوجود من حيث هـو مادة يلازمها ملازمة ضرورية كل من المكان والزمان.4 ـ الأخلاق وتبحث في واجبات الفرد نحو غيره ومن أهم موضوعاتها : اللذة و الألم , الفضيلة و الرذيلة و العدالة و السعادة .وحاول أفلاطون تقسيم النفس البشرية وقدرات البشر إلي فئات اعتمادا على أسس فلسفية وأخلاقية, وتوصل إلى تقسيم الأنفس إلى ثلاثة أنواع هي:النفس العاقلة ومركزها العقل وتختص بفضيلة الحكمة.-النفس الغضبية ومركزها الصدر والقلب وتختص بفضيلة الشجاعة.-النفس الشهوانية ومركزها أسفل البطن وتختص بفضيلة العفة.أما الفضيلة الرابعة وهي العدالة فتتحقق بتقسيم هذه الأنفس التقسيم الصحيح وضمان التوازن بينها وعدم تدخل طبقه في شؤون الطبقة الأخرى.ويرى أفلاطون أن العدالة تعني أن يجد كل فرد الدور الذي يؤديه وفقاً لاستعداده الطبيعي ، وتتحقق فكرة العدالة عنده من خلال التزام كل فرد حدود الطبقة التي ينتمي إليها تبعاً لطبيعته وتكوينه .5 ـ السياسة وتبحث في واجبات الإنسان نحو المجتمع، وفيها وضع أفلاطون نظريته في الحكم الجمهوري، وفي المدينة الفاضلة، وهو ما يعرف بجمهورية أفلاطون.وبهذا يتبين أن أفلاطون تناول في فلسفته موضوعات شتى، وأنـه تميـز عـن الفلاسفة قبله الذين كانوا يقصرون مباحثهم على موضوع واحداً أو موضوعين لقد شملت فلسفة أفلاطون الطبيعة، وما وراء الطبيعة، المعرفـة، والمثل والأخـلاق والسياسة والمدينة الفاضلة، والنفس الإنسانية.سلك أفلاطون في منهجه الفلسفي المنهج الاستنباطي وطبقا له تبدأ عملية المعرفة من مقدمات ميتافيزيقية غير واقعية(غالبا) ، ثم عن طريق سلسلة من عمليات الاستنباط أوالتدليل العقلي ينتهي الفيلسوف إلى تقديم تصور لما يجب أن يكون عليه الواقع السياسي (أوالمجتمع)حتى يكون مثاليا فاضلا وهذا ما يظهر واضحا بفكرته عن المدينة الفاضلة. وقد عمل أفلاطون في منهجه الفلسفي على التوفيق والتنسيق بين المذاهب الفلسفية التـي سبقته، إذ لم ير في تعارضها سببًا للشك مثل السوفسطائيين، إن آراء السـابقين عنـده حقائق جزئية والحقيقة الكاملة تقوم بالجمع بينها وتنسيقها في كل يجمع الأجزاء ويؤلفها، وطريقة التوفيق هي حصر كل وجهة في دائرة، وإخضاع المحسوس للمعقول، والحـادث للضروري. إنه جمع بين تغير هرقليطس ووجود بارمنيـدس، ورياضـيات فيثـاغورث وأصحابه وعقيدتهم في النفس، وجواهر ديمقـريطس، وعناصـر أنبـادوقليس، وعقـل أنكساغوراس، ومذهب سقراط، أي إن أفلاطون لم يرد شيئًا من تفلسف السابقين، بل انتفع بكل شيء ثم طبع هذا التفلسف بطابعه الخاص وزاد فيه؛ فتوسع وتعمق إلى حد لم يُسبق إليه.أفلاطونيات:-الثمن الذي يدفعه الطيبون لقاء لا مبالاتهم بالشؤون العامة هو أن يحكمهم الأشرار.-الحياة أمل، فمن فقد الأمل فقد الحياة.-"نحن مجانين إذا لم نستطع أن نفكر، ومتعصبون إذا لم نرد أن نفكر، وعبيد إذا لم نجرؤ أن نفكر".-حذار من صحبه الشرير ! فان طبعك يسرق من طبعه وانت لا تعلم.-الرجل الصالح هو الذي يحتمل الأذى لكنه لا يرتكبه. -لا تُثَبِّط عزيمة أحد يحقق تقدما متواصلا وإن كان بطيئا.-كل إنسان يصبح شاعراً إذا لامس قلبه الحب.-الأشرار يتبعون مساوئ الناس ،ويتركون محاسنهم ،كما يتبع الذباب المواضع الفاسدة من الجسد ويترك الصحيح منه.-وحدهم الأموات شهدوا نهاية الحرب.-العفيف هو صاحب النفس التي انتصرت على رغباتها وغلبت حبها للملذات.-قليل من العلم مع العمل به أنفع من كثير من العلم مع قلة العمل به.-لا تطلب سرعة العمل بل تجويده، لأن الناس لا يسألونك في كم فرغت منه بل ينظرون إلى إتقانه وجودة صنعه- قل الحق لكل إنسان في كل مكان وان قتلك، فان قتل الحق خير من حياه الباطل. -أصعب أنواع الصداقة كافة هي صداقة المرء لنفسه.مراجع: أميرة حلمي مطر: جمهورية أفلاطون.1994د. حسن حسن كامل إبراهيم: العالم : حدوثه وطبيعته عند أفلاطون.مصدر | |
|