لا يخفى على أحد أهمية ساحل العاج بالنسبة لنا نحن المغتربين اللبنانين ، فقد بات هذا البلد الثاني بمثابة موطن أصيل لنا جميعاً ، حتى نكاد لا نطيق فراقه لأكثر من اسبوعين . ولتعلقنا هذا أسباب كثيرة فمنها الإستقرار المهني وفرص العمل ، مروراً ببساطة الحياة فيها وصولاً إلى السبب الأهم من وجهة نظري وهو الإبتعاد عن الضغط النفسي المرافق للحياة في وطننا الأم لبنان ، فساحل العاج عموماً ومدينة أبيدجان خصوصاً لها مكانةٍ مميزة في قلب كل لبناني عاش في هذا البلد أو زارها لفترةٍ وجيزة وهناك قولٌ متداول بين اللبنانين وخاصةً من ولد وترعرع وعاش فيها بأن من شرب من مياه هذا البلد ورحل عنها لا بد أن يعود إليها يوماً ما ، وهذا الكلام قريب للواقع إذا ما نظرنا لتجارب الكثير من اللبنانين الذين عادو إلى لبنان ولم يطيقو صبراً فرجعو إلى ساحل العاج ليكملو حياتهم فيها ، وهذا إن دل على شيء فإنه وبالتأكيد يدل على عشقنا لهذا البلد الجميل بأرضه وناسه ، فكما نحب البلد نحب أهلها أيضاً ولو أنكر البعض هذا وتفوه ببعض العنصرية تجاه السكان الأصليين . والإيفواريين عموماً شعبٌ يحب الشعب اللبناني ويحترمه ، ويأتينا بعض اللبنانين ليعيب على هذا الشعب النبيل بعد التصرفات الفردية الغير مخطط لها ولكني أريد أن أذكرهم بما حصل مؤخراً في المنطقة العربية وما حصل وما زال يحصل في بلدنا لبنان من حروب طائفية وحوادث السرقة والإختطاف والقتل ! ولو اردنا أن نقارن بين هنا وهناك لوجدنا بأننا نعيش في جنةٍ لن نعرف قيمتها الحقيقية إلا لو فقدناها لا سمح الله وأتمنى أن لا يحصل هذا .
فنحن نعيش في بلدٍ لا وجود لثقافة تقنين الكهرباء فيه على أقل تقدير! لكن العبرة لمن يعتبر ، فأنا أعشق هذا البلد بأهله وناسه وأحب الحياة فيه وأتمنى من كل قلبي بأن لا يأتي يوماً أفارق فيها مدينة أبيدجان ولا أعود إليها .... شكراً لكم لمشاركتنا اراءكم وللنقاش البناء لتطوير المفاهيم اللتي نعيش عليها في بلدٍ احتضننا عندما كنا بأمس الحاجة إليه .
مع تحيات أسرة المنتدى